خلافا للمواسم السابقة سيشهد الموسم السينمائي 2005/2004 والذي سينطلق على خلاف العادة في مفتتح شهر سبتمبر القادم متغيرات عديدة وخصوصا على مستوى موعد افتتاح العروض التجارية الجديدة وقيمة الافلام المبرمجة وتنظيم أيام قرطاج السينمائية. وبدل شهر أكتوبر الذي كان مقررا في العادة لافتتاح الموسم سيكون بإمكان الجمهور خلال الموسم الجديد مشاهدة الافلام الجديدة في القاعات بداية من مفتتح شهر سبتمبر 2004. وبدل يوم الاثنين من كل أسبوع سيصبح يوم الاربعاء هو الموعد الرسمي لافتتاح العروض السينمائية الجديدة وهو نظام معمول به بالخصوص في فرنسا. وفيما يتعلق بأيام قرطاج السينمائية ستكون الدورة العشرين التي ستنتظم من 1 الى 9 أكتوبر 2004 في تونس، دوة انتقالية في تاريخ المهرجان. ولمزيد توضيح هذه المتغيرات وكشف تفاصيلها استضفنا المنتج والموزع السينمائي أحمد بهاء الدين عطية الذي يشغل هذا العام منصب مساعد رئيس الدورة العشرين لأيام قرطاج السينمائية. * لماذا تقرر هذا الموسم على خلاف كل المواسم السابقة فتح القاعات وعرض الافلام الجديدة مبكرا اي في مفتتح شهر سبتمبر القادم؟ أنت تعلم ان كل قاعات السينما في تونس اليوم أصبحت مكيفة وخصوصا بعد تدخل وزارة الثقافة والشباب والترفيه التي قامت بدعم أصحاب القاعات من اجل تأهيل فضاءاتهم حتى تصبح ظروف الفرجة فيها جيدة ومريحة للجمهور.. وبما ان القاعات أصبحت مكيفة فإن الجمهور لن يخشى حرارة الطقس حتى في فصل الصيف وبالتالي يصبح اقباله على القاعات ممكنا. ونحن قررنا بداية من الموسم الجديد ان نبدأ عرض الافلام الجديدة في مفتتح شهر سبتمبر وتحديدا يوم الاربعاء 1 سبتمبر 2004. والى جانب هذا المعطى أردنا كذلك استغلال أكثر وقت ممكن من أشهر الموسم.. فأنت تعرف ان الموسم السينمائي في تونس على امتداد السنوات الاخيرة أصبح قصيرا بسبب قدوم شهر رمضان في أهم فترة في الموسم وهي أشهر نوفمبر وديسمبر وجانفي... وفي شهر رمضان دائما ما يتراجع الاقبال على القاعات.. وسنحاول في هذا الموسم استغلال حتى شهر رمضان وذلك ببرمجة أفلام جديدة تتماشى وقداسة هذا الشهر. * أشرت الى ان افتتاح الموسم هذه المرة سيكون يوم الاربعاء والحال ان الجمهور تعوّد على استقبال الافلام الجديدة في أيام الاثنين، لماذا هذا التغيير؟ أغلب البلدان الاوروبية ومن بينها فرنسا تبدأ عرض أفلامها الجديدة يوم الاربعاء من كل أسبوع، ونحن أردنا بداية من هذا الموسم ان ننسج على هذا المنوال لتوفير الوقت للدعاية. * وهل ستعمل كل القاعات بهذا النظام الجديدة؟ نتمنى ذلك ولو ان الموزعين من زملائي أعجبتهم الفكرة فقرروا تجربتها لخلق تقليد جديد. * وما هي الافلام التي وقع اختيارها لافتتاح الموسم، وماذا في برنامجكم لما بعد أيام قرطاج السينمائية؟ مثلما قررنا افتتاح الموسم مبكرا اخترنا للجمهور فيلمين من أكبر وأحدث الاعمال العربية والعالمية المعروضة حاليا في العالم وهما «اسكندرية نيويورك» ليوسف شاهين وقد بدأ عرضه في مصر يوم الاربعاء 25 أوت و»آلام المسيح» الذي ممازال يثير جدلا الى اليوم. وأظن أن الجمهور التونسي يستحق هذين الفيليمين الكبيرين.. وأتمنى شخصيا ان يقبل عليهما ويعود الى القاعات لأن البرنامج الذي أعده الموزعون ثريا ويضم أحدث وأكبرالافلام العربية والعالمية اذكر منها «حرب طروادة» و»الساموراي الاخير» و»سكوبيدو 2» و»المنافي» الذي حصل على السعفة الذهبية في مهرجان كان الاخير و»فهرنايت 9/11» الذي مازال يثير جدلا كبيرا في أمريكا اليوم.. ومن الافلام العربية اذكر «فول الصين الكبير» لمحمد هندي و»عكل» لمحمد سعد و»تيتو» لأحمد السقا و»باب الشمس» ليسري نصرالله والفيلم الجديد لعادل إمام. * وفي برنامج الافلام التونسية، هل مازال الموزعون مصرين على عدم برمجتها في القاعات بسبب عدم اقبال الجمهور عليها؟ لا أظن ان الموزعين لا يريدون برمجة الافلام التونسية.. صحيح الفيلم التونسي لم يعد يستقطب جمهورا، ولكن هذا لا يبرر مقاطعته.. بالعكس يجب تشجيعه.. وفي هذا الموسم هناك افلام كثيرة ينتظر عرضها في القاعات مثل الفيلمين اللذين سيقع اختيارهما للمسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية... * حسب رأيك ما هي أسباب عدم اقبال الجمهور التونسي على الافلام التونسية وخصوصا التي ظهرت في السنوات الاخيرة؟ اعتقد ان المشكل هو في المواضيع المطروحة في الافلام وليس في التقنيات.. أضف الى ذلك غياب الجرأة في طرح القضايا التي تمس المواطن التونسي. * بوصفك الرئيس المساعد في ادارة أيام قرطاج السينمائية هذا العام، هل سيكون المهرجان استثنائيا في هذه الدورة كما يتردد؟ هذا أكيد، فالمهرجان سيحتفل في هذه الدورة بالذكرى العشرين، ويجري الآن الاستعداد لها بشكل كبير. وهناك مفاجآت كبيرة سيكتشفها الجمهور عند انطلاق الدورة. * علمنا ان حفل افتتاح المهرجان سيقام في قصر الرياضة بالمنزه، لماذا؟ اختيار القبة أو قصر الرياضة بالمنزه لافتتاح المهرجان هو لغاية تحقيق الحفل بمفهومه الصحيح.. ونحن نريد ان يكون المهرجان احتفالا كبيرا يليق بأيام قرطاج السينمائية التي تبقى من أعرق المهرجانات السينمائية في بلدان الجنوب والوطن العربي وافريقيا... * سمعنا ان هناك عزما على استقدام نجوم عالميين من أمريكا وأوروبا، أمثال هاريسون فورد وميل قيبسون.. هل تعتقد ان هذه الاسماء ستوافق فعلا على المجيء الى تونس لحضور المهرجان؟ صحيح هناك عزم كبير على استضافة العديد من النجوم والمشاهير.. وهناك اتصالات جارية الآن من اجل استقدامهم. * هل يمكن ان نعرف بعض الاسماء التي اتصلتم بها وأبدت موافقتها على الحضور؟ لا يمكن ان نسبق الاحداث لأن الاتصالات مازالت جارية، ونحن نريد ان تكون للمهرجان مصداقيته. * علمنا ان المشاركة التونسية في المسابقة الرسمية سيمثلها عملان، ما هما؟ هناك لجنة خاصة ستنتقي العملين وهي مازالت الى الآن لم تحدد قرارها بعد. * وكم هو العدد الجملي للافلام التي ستعرض في هذه الدورة؟ أظن ان هناك حوالي 240 فيلما من مختلف بلدان العالم. * ألا تلاحظ ان التركيز والعناية بأيام قرطاج السينمائية هذه السنة لا يقابل الوضع السينمائي الجاري سواء من حيث خارطة القاعات المتوفرة او قيمة الانتاج المحلي؟ لا اعتقد ان وضع السينما في تونس اليوم مترد الى درجة التشاؤم.. صحيح هناك بعض المشاكل ولكن الدولة مدركة للوضع وتحاول جاهدة ان تنهض بالقطاع.. وأنا شخصيا متفائل بالمستقبل فهناك مشاريع كثيرة في الطريق الى الانجاز مثل مشروعي المركبين السينمائيين الجديدين اللذين سيقامان في منطقتي البحيرة وبرج الطويل.