في لحظة زمنية توقفت الحركة بمدينة باجة مساء أمس الأول لتترك مكانها لأحداث شغب أجبرت التلاميذ على مغادرة معاهدهم ومدارسهم الاعدادية والابتدائية.. صوت اطلاق النار من طرف أعوان الجيش الوطني في الفضاء لتفرقة المتظاهرين كان له دور هام في الحدّ من الهيجان. ولم يعش أهالي باجة يوما على مرّ السنين ما عاشوه بين مساء أمس الأول وصباح أمس فما ألفوه أن كل توقف للدروس بهذا الشكل تتبعه أيام مماثلة ما لم يعدّ ذلك بالأسابيع، أما ما وقع بين الفترتين الزمنيتين القصيرتين المذكورتين فقد خلف الذهول فالحياة المدرسية والطلابية عادت الى الهدوء التام بكل المؤسسات التربوية وكأن شيئا لم يقع لنفهم مرة أخرى أن ما حصل لا يمكن أن يكون مصدره بأي حال من الأحوال التلميذ أو الأستاذ أو المعلّم. وقبل أن يخيم الظلام على المدينة كان أعوان الأمن الوطني قد عادوا الى سالف نشاطهم وقاطعوا إضرابهم المفتوح بعد البلاغ الصادر في الغرض من وزارة الداخلية وقد كانت هذه العودة قوية نسبيا إذ تمّ بالتعاون بينهم وبين قوات الجيش الوطني إيقاف 19 من المشبوه فيهم الذين استغلّوا الثورة للسلب والنهب.