أعانته على شراء منزل... أثثته من مالها الخاص، استعدت معه للزفاف... كان من المفترض ان تكون حاليا في الأيام الأولى من شهر العسل، لكن العسل انقلب الى علقم لان العريس لم يحضر ولان أثاثها ومصوغها ومصاريفها وأحلامها ذهبت حتى الساعة في خبر كان. هذا ما وقفنا عليه من شكواها التي وجهتها خلال هذا الاسبوع الىوكالة الجمهورية بمحكمة بن عروس الابتدائية. هي فتاة في التاسعة والعشرين من عمرها حلمت كأغلب الفتيات بالزواج وتأسيس أسرة مستقرة وتمنت لو جمعتها الاقدار بوج رصين وخبير بالحياة ويقدس الحياة الزوجية. لهذا كانت أسعد الناس عندما تعرفت على كهل على أبواب الخمسين من العمر واتفقت معه على الزواج. بدأ التعارف في أواخر السنة الماضية وتمت الخطوبة تزامنا مع عيد الاضحى الماضي لكن أغلب أفراد أسرتها وافقوا على مضض، فالخطيب لم يصطحب معه والديه ولا عددا كبيرا من أسرته ولم يكن مقنعا في تبريراته. متزوج أم مطلق؟ ازدادت الخطيبة تمسكا بخطيبها والوقوف الى جانبه ثم شرعت معه في الاستعداد لفرحة العمر فانقطعت اولا عن دراستها وعملها المتوازيين وتفرغت للبحث عن مسكن ولما وفرته شرعت في تجهيزه بأموالها الخاصة فأنفقت حسب الوثائق والفاتورات التي تحتفظ بها مبلغا يقارب 4 آلاف دينار. وقد اكتشفت بالصدفة معلومة كدرت حياتها نسبيا فأثناء نظرها في احدى وثائق خطيبها لاحظت تنصيصا على أنه متزوج وأب لابنين لكنه هدأ من روعها واقنعها بأنه مطلق منذ سنوات وأنه غفل عن ادراج هذا التحول ضمن بعض الوثائق. لم يحضر تواصلت علاقة الخطيبين عادية ثم تم تحديد موعد الزفاف (19 أوت الماضي) لكن مفاجأة عظيمة حصلت يوم 18 أوت عندما تخلف الخطيب وأقاربه عن حضور حفل الوطية. أخذ الخوف مأخذه من العروس وبعد ان عجزت عن الاتصال بعريسها هاتفيا راحت تتقصّى أخباره في المستشفيات ظنا منها انه تعرض لمكروه. ثم حلت الكارثة يوم الزفاف عندما تخلف عن الحضور وتأكدت في الآن ذاته ان صحته بخير. لم تجد اذاك غير تقبل ردود فعل المدعووين وتعاليقهم بمرارة ومحاولة الاتصال بعريسها تم تمكنت بعد جهد جهيد من مقابلته فتمسك بأن المنزل ومحتوياته كلها (أثاث والمصوغ) على ملكه الخاص. وقد أعيتها الحيلة فلجأت الى العدالة طالبة تتبع الخطيب بتهمة التحيل بناء على المعطيات سابقة الذكر.