بينما يواصل آلاف المعتقلين الفلسطينيين داخل مراكز الاعتقال الصهيونية اضرابهم المفتوح عن الطعام الذي بدأ قبل أسبوعين، كشف أسير فلسطيني عن جانب من اعمال التعذيب والممارسات القمعية التي تحدث ضد الاسرى في السجون والتي لا تختلف كثيرا عما حدث ويحدث في المعتقلات الامريكية بالعراق. ووردت شهادة الأسير الفلسطيني احمد لطفي دراغمة (من بلدة طوباس في محافظة جنين) في تقرير اعدته المحامية الفلسطينية حنان الخطيب التي تنشط ضمن «نادي الأسير» الذي يتابع وضع الاسرى. مسلسل تعذيب وحصلت المحامية على شهادة دراغمة حين زارته هذه الاسبوع في مستشفى سجن الرملة بفلسطين المحتلة عام 1948 حيث يخضع للعلاج بعد تدهور حالته الصحية نتيجة التغذيب الذي بدأ يتعرض له منذ اعتقاله... وحتى قبل الحكم عليه كان دراغمة قد اقتيد خارج قاعة المحكمة العسكرية قاعة سالم العسكرية الاسرائيلية بشمال الضفة الغربية وهو مقيد بالاغلال، على الرغم من أن يده كانت مكسورة بل ان عظام يده المهشمة كانت بارزة. وروى الاسير الفلسطيني لحظات اعتقاله ومواطنا آخر قائلا ان جنود الاحتلال ارغموه على الانبطاح ارضا ثم اطلقوا الرصاص فوق رأسه وتم تقييده بعد ذلك لتبدأ رحلة طويلة من التعذيب والاذلال... وبعد تقييده تعرض دراغمة لضرب شديد من قبل الجنود الصهاينة على مرأى والدته. وتواصل الضرب لمدة نصف ساعة وكان ينزف خلال تلك المدة ثم هشموا عظام يده قبل ان ينقلوه الى مستشفى «العفولة» ولاحقا الى سجن «الجلمة» في الاراضي المحتلة عام 1948. وأكد انه ظل داخل الزنزانة لمدة 80 يوما بلا علاج، وكان يحصل فقط على حبة مهدئات كلما اشتد به الالم وفق ما جاء في التقرير الذي نشرت صحيفة «القدس العربي» مقتطفات منه. وخلال الأيام العشرة الأولى من التحقيق كان المحققون الاسرائيليون يخضعونه للاستنطاق من الصباح والى غاية الغروب وهو مكبل اليدين والقدمين ومشدود الى الكرسي الذي كانوا يجلسونه عليه. ولم يكثف المحققون الاستنطاق المرهق بل كانوا يضربون الاسير الفلسطيني على يده المكسورة. وقال أحمد لطفي دراغمة وهو يصف ظروف الاعتقال التي عاينها في معتقل «الجلمة» انها قاسية جدا فقد كانت سلطات المعتقل تقوم بتبريد الزنازين بهدف تعريض الاسرى للصقيع القاتل. ولم تكن هناك تهوئة طبيعية. وتابع دراغمة في شهادته حول ظروف الاعتقال في سجن الجلمة ان المعتقلين لم يكونوا يرون سوى اللون الرمادي بل كانوا لا يستطيعون حتى الاتكاء على الجدران لانها خشنة وبارزة. وكانت نوعية الطعام رديئة وقليلة ولم تكن المعاملة أحسن حالا حيث يتعرض الاسرى للضرب والاستفزاز والشتائم والصراخ بشكل مستمر اضافة الى اهمال النظافة... وفي هذا المعتقل تحديدا يكاد الضوء الخافت يسبب العمى للاسرى. وكانت تقارير سابقة موثقة أكدت تعرض المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني لاعتداءات تماثل الاعتداءات الوحشية التي تعرض لها المعتقلون العراقيون في سجن «أبو غريب» وغيره.