طلبا من ضحيتهما أن يشغل عربية وأن يجعل نفسه سائقهما الخاص فامتثل لطلبهما وراح يتجول بهما في عربية من مكان الى آخر. خطر ببالهما اثر ذلك أن يتخلصا من «سائقهما الخاص» وأن يحتفظا بسيارته فقط ثمكادا يرميان بها في البحر.. هذا بعض ما يفعله المرء اذا ذهبت الخمرة بعقله وحجبت عنه سوء العاقبة. جدت أطوار هذه القضية قبل أشهر بإحدى جهات الساحل وقد أحيل الشابان المورطان فيها مؤخرا على الدائرة الجنائية بمحكمة المنستير الابتدائية فتم استعراض الوقائع بالتفصيل : هما شابان أعزبان يبلغ عمر أحدهما سنة فيما يبلغ عمر الثاني سنة اتفقا يوم الواقعة على اقامة جلسة خمرية فاشتريا كمية من المسكرات وجلسا في مكان منعزل بأحد الشواطئ. وقد لعبت الخمرة برأسيهما قبل ان يلتمس أحدهما من الآخر أن يسمح له بالتغيب حينا حتى يقضيا شأنا في منزله. وليمة! ركب المخمور دراجته النارية وقصد منزله لكنه لمح في طريقه شخصا يعاقر الخمر وحيدا في شاحنته الخفيفة فاقترب منه وهدده بسكين وطلب منه التكرم عليه بقارورة خمر فلم يجد صاحب الشاحنة بدا من الاستجابة. وقد واصل صاحب الدراجة النارية بعد ذلك طريقه الى منزله ثم عاد في وقت لاحق الى جليسه فروى له ما صادف ثم عرض عليه ان يرافقه مرة أخرى الى صاحب الشاحنة الخفيفة حتى يفتكا منه المزيد من الخمر، وقد امتثل المتضرر لطلباتهما ومكنهما من حاجاتهما فجالساه بعض الوقت ثم أمراه بتشغيل محرك سيارته وان يفسحهما. افتكا السيارة تحول المتضرر تحت تهديد المتهمين الى سائقهما الخاص فطاف بهما من مكان الى اخر في سيارته حتى خطر لهما ان يتخلصا منه ويستأثرا بالعربة فوضع أحدهما سكينا على مستوى رقبة السائق وطلب منه ان يوقف ساحنته في الحال وعندما امتثل أمره بالنزول ثم شرع في ضربه بمعية مرافقه قبل أن يهربا بالعربة. وقد تحامل المتضرر على جراحه فأوقف سيارة والتمس من سائقها ان ينقله الى أقرب مركز أمني. وهناك روى للأعوان ما حدث وقدم لهما أوصاف المتهمين وجميع المعلومات المتعلقة بعربته. اعتراف وندم تمكن أعوان الامن من الوصول الى الشاحنة الخفيفة وسارقيها فاعترفا بفعلتهما على النحو السالف ذكره وأضافا أنهما لم يتمكنا من قيادة الشاحنة بطريقة جيدة فتسببا في تعطيبها. وأكدا أنهما فكرا في دفعها نحو الشاطئ والالقاء بها في البحر لكنهما لم يتمكنا من تنفيذ ما عزما عليه. وعبّر عن ندمهما الشديد لكن هذا لم يمنع من احالتهما على المحاكمة بتهم عديدة أخطرها السرقة الموصوفة باستعمال التهديد. وقد أعاد المتهمان اعترافهما وندمهما وطلبا الصفح لكن هيئة المحكمة قررت تأخيرا النظر في القضية الى جلسة قادمة نزولا عند طلب لسان الدفاع.