تدرك جماهير النادي الافريقي أن الجلسة العامة الانتخابية للفريق ستكون أشبه بولادة قيصرية عسيرة لحلم كبير انتظرته هذه الجماهير طويلا بعد أن بحث حناجرها ومع ذلك فقد ظلت تحلم بغد مشرق وفجر جديد.. إنه حلم «الديمقراطية» الذي لن يخلص فريق «باب الجديد» من الشغور المتواصل على مستوى منصب الرئاسة فحسب ولكنه سيعلن عن فاتحة عهد جديد داخل أسوار حديقة منير القبائلي، وهو ما جعل جماهير النادي خلال هذه الأيام تتحفز لهذا الحدث التاريخي بطريقة لم يسبق لها مثيل. بغض النظر عن اسم الشخص الذي سيتمكن من اعتلاء كرسي رئاسة النادي العريق فإن جماهيره ستطالب بفتح الملفات وتجاوز الخلافات والتجاذبات التي أنهكت الفريق.. «الشروق» بحثت عن أهم الملفات العاجلة التي تنتظر الرئيس القادم للفريق فخرجنا بالمعطيات التالية: ملياران على الحساب أكد لنا الكاتب العام للفريق السيد مجدي الخليفي بأن الرئيس القادم للنادي سيكون مطالبا بتوفير مبلغ مالي يقدر بحوالي مليارين ذلك أن الفريق يواجه في الوقت الراهن ديونا تقدّر بحوالي مليار و100 ألف دينار وإذا تمّت اضافة المصاريف الخاصة بشهر فيفري فإن المبلغ سيصل الى سقف المليارين، علما وأن ديون النادي كانت في حدود 3 مليارات و500 ألف ينار قبل أن تتخلص منها الهيئة الحالية للنادي بصفة تدريجية ومن جهته أكد لنا أمين مال النادي السيد هشام المناعي أن الرئيس القادم للفريق سيضطرّ الى دفع 800 ألف دينار بعنوان صفقة المهاجم التشادي «ايزيشال». القضاء على المحسوبية والنهوض بالشبان الرئيس القادم للنادي الافريقي سيجد نفسه أمام حتمية النهوض بفرع الشبان الذي يواجه مشاكل لا حدود لها كغياب التنسيق والمتابعة وتفاقم ظاهرة المحسوبية والتحالفات وكذلك الافتقاد الى بعض التجهيزات الضرورية والى ملاعب اضافية وعدم حصول المدربين على جراياتهم بصفة منتظمة، كما يواجه هذا الفرع شغورا على مستوى خطة المدير الفني، كما دعت عدة أطراف داخل الحديقة «أ» الى ضرورة احالة بعض المدربين في أصناف الشبان على التقاعد بعد أن تجاوزتهم الأحداث، كما أن الرئيس القادم للنادي سيضطرّ الى ضرورة الاسراع في الاجراءات الخاصة بتعشيب الملعب الخاص بمركز التكوين وسيتطلب هذا الأمر مدة زمنية لا تقل عن ستة أشهر إذا أراد «الرئيس» القادم النظر للمستقبل بتفاؤل من خلال المراهنة على شبان النادي علما وأن «الأكاديمية» التي تدرّ أموالا لا حصر لها على خزينة النادي تواجه بدورها ظروفا صعبة وهو ما أدى الى انسحاب أكثر من اسم منها كان آخرهم المدرب توفيق القليبي.. وهو ما لا يليق بفريق تكون صلبه عمالقة كرة القدم التونسية مثل الشايبي وعتوقة. هذه مشاكل اليد والسلة والسباحة يفاخر الأفارقة بفرع كرة اليد الذي يعود نشاطه ضمن البطولة الوطنية الى موسم 1957 1958 ولكن هذا الفرع وحسب ما أفادنا به المدير الرياضي للفريق رؤوف بن سمير فإنه يحتاج الى تدخل عاجل لتجاوز الاشكال الحاصل على مستوى أرضية قاعة التمارين بالقرجاني (أرضية صلبة) بالاضافة الى نقص واضح على مستوى بعض التجهيزات الأخرى وأكد بن سمير على أن شبان النادي في هذا الفرع في حاجة أيضا الى الارتقاء بالبنية التحتية المتوفرة لهم داخل الحديقة «أ» مع العلم أن سفيان بن صالح وقيس البدوي (رئيس الفرع ونائبه) يعملان على تمويل هذا الفرع حتى يواصل مشواره بنجاح والكلام دائما لبن سمير مع العلم أيضا أن فرع كرة السلة يواجه بدوره الاشكال نفسه المتمثل في قاعة التمارين وأما بخصوص فرع السباحة الذي سبق لعدة أسماء بارزة أن تقمصت ألوان الأحمر والأبيض مثل علي الغربي وفاتن غطاس وسمير بوشلاغم.. فإنه يواجه اشكالا على مستوى عدد الأروقة المتوفرة هذا بالاضافة الى تعرض سباحي هذا الفرع للاغراء من قبل فريق آخر معروف حسب ما أكده لنا الكاتب العام للنادي السيد مجدي الخليفي. لجنة الاعلام ترفض التغييب وتطالب بالدعم من المؤكد أن الرئيس القادم للنادي سيولي أهمية بالغة للاعلام من خلال الاجتهاد على تقديم الفريق في أبهى صورة وأروعها وفي هذا الصدد كشف لنا السيد إلياس بن ساسي رئيس لجنة الاعلام بالفريق أن هذه اللجنة توفر حوالي 100 ألف دينار سنويا لخزينة النادي بالرغم من تواضع الامكانيات المتوفرة بحوزتها وقال بن ساسي انها اليوم في حاجة الى دعمها بموظف قار على الأقل يكون متفرغا تماما لهذه المهمة بحكم أن اللجنة تضمّ 10 أشخاص متطوعين وهو ما يجعلهم يواجهون عدة صعوبات للتوفيق بين مهنهم الأصلية ومهمتهم صلب اللجنة كما طالب بن ساسي بدعم هذه اللجنة ماديا وعدم تغييبها عن اجتماعات الهيئة المديرة. تجاوز الخلافات وتوحيد الصفوف سيحتاج النادي الافريقي خلال الأيام القادمة الى جميع أبنائه وهو ما يعني بكل تأكيد ضرورة تجاوز الخلافات القائمة بين عدد كبير من رجالات الأحمر والأبيض وأشهرها: (خلاف منير البلطي مع جمال العتروس وعبد السلام اليونسي ومحمد علي القليبي)، (خلاف فريد عباس مع العتروس وزهير الهمامي)، (خلاف زهير الهمامي مع كمال إيدير ورافع بن عاشور) ذلك أن جماهير النادي تطالب بتوحيد الصفوف وفتح صفحة بيضاء ناصعة بداية من يوم 25 فيفري القادم موعد انعقاد الجلسة العامة الانتخابية للفريق.