واصل آلاف المتظاهرين في البحرين أمس اعتصامهم في دوار اللؤلؤة وسط المنامة التي أصبحت رمزا لثورتهم، فيما تبحث المعارضة إستراتيجيتها في الحوار مع السلطة. وأشار شهود عيان إلى أن المحتجين تدفقوا عائدين إلى دوار اللؤلؤة في العاصمة المنامة، ودفعوا شرطة مكافحة الشغب إلى الهرب، ونصبوا خياما استعدادا لإقامة مطولة في الميدان ، حتى تنفذ مطالبهم بإقالة الحكومة وإصلاح النظام. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة سيجري محادثات أولية مع أحزاب المعارضة، التي تضم أحزاب المعارضة الشيعية الرئيسية. ويتوقع أن تقدم المعارضة البحرينية مطالب إلى ولي العهد الذي يقود حوارا وطنيا بعد اضطرابات استمرت عدة أيام وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. وكانت المعارضة قد طالبت بإقامة نظام ملكي دستوري واستقالة الحكومة التي يرأسها عم الملك الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، الذي يحتفظ بمنصبه كرئيس للحكومة منذ 1971. و قد توافد آلاف المحتجين المناهضين للحكومة البحرينية إلى دوار اللؤلؤة بوسط العاصمة المنامة منذ مساء أمس الأول، وذلك بعد يومين من فض الشرطة لاعتصام هناك بالقوة. ومن جانبها ، حثت السعودية المعارضة البحرينية على بدء حوار مع الحكومة، وتعهدت بالوقوف إلى جانب جارتها، بعد أن تمكن المحتجون من احتلال دوار اللؤلؤة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» «أن المملكة تراقب عن كثب التطورات في البحرين وتدعو الأخوة هناك للتحلي بالمسؤولية في طرح أفكارهم، وقبول ما عرضته الحكومة». وعبرت السعودية عن رفضها المطلق لأي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للبحرين. وأضافت الوكالة السعودية أن «السعودية تقف بإمكانياتها خلف حكومة البحرين وشعبها الشقيق». إلى ذلك، أفادت الأنباء بان مستشار الأمن القومي الأمريكي توم دونيلون أجرى مكالمة هاتفية مع ولي العهد البحريني «كرر فيها إدانة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للعنف الذي استخدم ضد المتظاهرين المسالمين، وعبر عن دعم الولاياتالمتحدة للجهود التي يبذلها ولي العهد لضبط النفس وإطلاق حوار».