لا شكّ أن الصلاة من أفضل القربات، وأنها عبادة دينية لا تصلح إلاّ للّه تعالى، واختصّت بأعمال من القربات، والركوع والسجود، والقيام والقعود، والرّفع والخفض والدّعاء والابتهال والذّكر للّه والقراءة وغير ذلك ممّا اختصّت به فكانت أشرف العبادات. ولما كانت الصّلاة كذلك فقد فرضها اللّه تعالى على عباده فريضة مستمرة طوال العام والعمر وكرّرها في اليوم خمس مرات، لما لها من كبر الأثر في حياة المسلم. ولما كانت من أهم الأعمال والقربات للّه تعالى فقد شرع لعباده أيضا أن يتقرّبوا بنوافلها فمدح اذين يكثرون من الصّلاة وخصوصا في الليل فأمر نبيه ص بقوله : {يا أيّها المزمّل قم اللّيل إلاّ قليلا، نصفه أو انقص منه قليلا، أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا} وقال تعالى : {ومن اللّيل فتهجّد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربّك مقاما محمودا). فأمر نبيه أن يتهجّد من اللّيل بهذا القرآن والأمر له شريعة لأمته، فإن أمته تبع له فهو أسوتهم وقدوتهم وقد امتثل النبي ص بعد ذلك فكان يقوم نصف الليل أو ثلثه أو نحو ذلك طوال سنته وكان يصلّي من اللّيل ما شاء ويطيل في الصّلاة، وقد ثبت أنه ص كان يخصّ شهر رمضان بمزيد من الاهتمام فقال ص : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه». متفق عليه.