طال الحديث في الآونة الأخيرة عن مظالم الطاغية بن علي وحاشيته التي أتت على الأخضر واليابس في كامل أنحاء البلاد دون أن تستثن أحد فكادت الأقلام تجف للحديث عما اقترفه هؤلاء من جرائم في حق المواطن وحق البلاد... جرائم لم تقتصر على «الطرابلسية» فحسب ولم يقع «تغليط» الرئيس المخلوع في شأنها بل كان شاهدا على أغلبها، ولعل ما تعرض له السيد الصادق الأسود وشقيقاه خير دليل على ذلك والذين قدموا ل«الشروق» محملين بدفتر قضيتهم التي أرهقتهم طويلا في عهد النظام البائد وبعده والتي لعب خلالها فوزي بن علي شقيق الرئيس المخلوع وأحد أصهاره دور البطولة فنكلا بهم وبأبنائهم وحطما آمالهم بعد أن استوليا على أراضيهم الكائنة بمعتمدية بوعرقوب من ولاية نابل وحولها الى مقطع رمال للاستغلال الخاص مستغلان قرابتهما بالرئيس الهارب زين العابدين بن علي. حكاية وصفها الأشقاء الثلاثة (صابر وعبد النبي وعامر) ب«المأساة» فسردوا علينا تفاصيلها بكل ألم محاولين البحث عن بصيص أمل يساعدهم على هجر الظلم والظلام الذي عاشوه طويلا فكتم أنفاسهم ودمر حياتهم وحولها الى جحيم. هؤلاء الأشقاء الذين حملوا على رؤوسهم آثار اعتداء بالقضبان الحديدية والسكاكين أكدوا أنهم كانوا يملكون قطعة أرض بمنطقة «المشروحة» التابعة لمعتمدية بوعرقوب من ولاية نابل وقبل 3 سنوات استولى عليها أحد مواطني المنطقة بالاشتراك مع فوزي بن علي وأحد أصهاره وأقاموا عليها مقطع رمال واستغلوها طيلة هذه المدة لحسابهم الخاص وكذلك هو الشأن بالنسبة الى بعض المواطنين الآخرين الذين تعرضوا الى نفس المظلمة على حد قولهم. شكاوى خرساء وأضافوا أنهم تقدموا بعدة شكاوى ومراسلات واتصالات بالسلط الأمنية والقضائية والادارية قصد ايقاف أشغال هذا المقطع وارجاع الحقوق الى أصحابها ولكن لو تتم الاستجابة لهذه الشكاوى حتى بعد انبلاج ثورة الكرامة والحرية فبالرغم من صدور قرار الغلق بتاريخ 24 ديسمبر 2010 الا أن فوزي بن علي واتباعه واصلوا أشغالهم دون اكتراث ولم يرضخوا لأي قرار متحدين الجميع. عصابات مسلحة يواصل محدثينا قولهم إنه ورغم ما جد في البلاد من تحرر من الظلم والاستبداد في العهد البائد الا أنهم لم يتوصلوا الى نتيجة الى حد كتابة هذه الأسطر بل استفحل الأمر حيث أنه وبإصرار هؤلاء المتضررين على اثبات الحقيقة وكردة فعل من الخصوم شكلوا عصابة ادعت في البداية أنها تحرس آلات ومعدات مقطع الرمال والحال أنها عصابة ترويع واعتداء للأشقاء الثلاثة وعائلاتهم حيث تم التهجم عليهم في مناسبات عدة بأسلحة متنوعة جمعت بين القضبان الحديدية والهراوات والسكاكين يقول أحد المتضررين (عامر الأسود) مشيرا بيده الى مكان الاصابة في رأسه: «لقد ضربني أحد أفراد العصابة بقضيب حديدي» ويواصل: «كما حاولوا دهسنا بسياراتهم وآلة تراكس في مناسبات عديدة هذا الى جانب اقتحام منازلنا وترويع عائلاتنا وأبنائنا ولا يزالون يواصلون أشغالهم بالمقطع غير مبالين بقرار الغلق المتخذ في شأن المقطع مدعمين ببعض بقايا النظام السابق ورموزه». استغاثة بنبرة واحدة... وبعبارات متداخلة طالب هؤلاء «المتضررون» من السلط المعنية مساعدتهم لاسترجاع حقوقهم المغتصبة وايقاف المظالم والاعتداءات المادية والمعنوية والجسدية المتكررة عليهم بين الحين والآخر والممارسات غير المشروعة التي يتلقونها يوميا والعمل على ارغام الضد (فوزي بن علي وعصابته) على ايقاف الأشغال فورا واحترام جميع القوانين والكف عن التجاوزات المذكورة وغير المذكورة.