كشفت برقيات ديبلوماسية أمريكية نشرها موقع «ويكيليكس» ان هناك خلافات كبيرة بين أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي على خلفية «الامبراطورية المالية الضخمة» وفق ما أوردته أمس صحيفة ال«فايننشيال تايمز» الامريكية. وأكدت الصحيفة في مقال حمل عنوان «مجموعة القذافي» ان الديبلوماسيين الأمريكيين كشفوا ان القذافي وأسرته يملكون مساهمات هامة في قاعات هامة منها النفط والغاز والاتصالات والبنية التحتية للتنمية والفنادق والاعلام وتجارة التوزيع. وأوضح الديبلوماسيون في مذكرة ترجع الى ماي 2006 ان أبناء القذافي يحصلون على عوائد منتظمة من الشركة الوطنية للنفط التي تبلغ قيمة صادراتها السنوية عشرات مليارات الدولارات. وأشارت برقية مؤرخة في مارس 2009 الى «صراعات داخلية» بين أبناء القذافي «يمكن ان توفر ما يكفي من الإثارة والصخب لإنجاز مسلسل مليودرامي ليبي» على حد وصفها. وأوضح الديبلوماسي ان التوتر زاد بين أفراد العائلة خصوصا مع التركيز على اظهار لسيف الاسلام في مقدمة الساحة السياسية الليبية. وكان هناك اعتقاد يسود على نطاق واسع بأن سيف الاسلام سيرث والده في الحكم وقد نفى مؤخرا ما تردد عن صراعات على السلطة بين أشقائه الذين تحدثت عدة برقيات ديبلوماسية نشرها «ويكيليكس» كما يلي: محمد : هو من الزواج الاول للزعيم الليبي من فتحية خالد، ويعمل كمهندس ولا يحمل اي صفة عسكرية، ويرأس اللجنة الأولمبية الليبية التي تملك الآن أكثر من 40٪ من شركة المشروبات الغازية الليبية. كما يدير محمد مناصب عامة ولجنة الاتصالات السلكية واللاسلكية. الساعدي : يعرف الساعدي بولعه بكرة القدم حيث انه مساهم في رأس مال ناديه المفضل «جوفنتوس» بمليون دولار، اضافة الى قيادته للمنتخب الليبي. كما يرأس كتيبة مسلحة، ووصفته احدى الوثائق الديبلوماسية الامريكية بأنه «شخص مشهور بسوء التصرف وله ماض مضطرب بما في ذلك اشتباكات مع الشرطة في أوروبا وخاصة في ايطاليا وتعاطي المخدرات والكحول واقامة الحفلات الماجنة». هنيبال : هو مستشار الشركة الليبية للنقل البحري التي تحتكر تقريبا نقل الوقود الليبي وقد اعتقل وزوجته في جنيف بتهمة سوء معاملة خادميهما الخاصين مما أدى الى أزمة ديبلوماسية بين سويسرا وطرابلس. فظهر هنيبال للمرة الاولى على شاشات الرادار الخاصة بشرطة المرور الفرنسية وهو يقود سيارته مخمورا بسرعة بلغت 150 كيلومترا في الساعة وفي الاتجاه المعاكس في شارع الايليزيه وأفرج عنه لتمتعه بالحصانة الديبلوماسية. كما تم اعتقاله في سويسرا قبل 6 سنوات عندما اعتدى على زوجته بالضرب في مقهى «Grand Hôtèl» وسحب مسدسا، قام العاملون بالمقهى بافتكاكه منه قبل قتلها. عائشة : هي الأقرب الى قلب والدها، وهي محامية برتبة فريق في الجيش عرفت بتقليدها لكلاوديا شيفر قبل ان تضع الحجاب فوق رأسها. قابلت الرئيس العراقي صدام حسين قبل الغزو الامريكي وشكلت فريقا من المحامين للدفاع عنه بعد اعتقاله. وعندما اعتقل شقيقها هنيبال في سويسرا وزوجته على اثر ضرب خادميهما، هددت بالثأر والانتقام لما وصفته بالمؤامرة الرخيصة والمكيدة، معتبرة ان ما يجري يدخل في اطار تشويه اسم العائلة. سيف الاسلام : هو «يعمل بمثابة مستشار الامن القومي لدى والده وكان حتى وقت قريب نجما صاعدا وفي عام 2008 طلب 1.2 مليار دولار لإنشاء وحدة عسكرية أو أمنية شبيهة بالوحدة التي يقودها شقيقه الاصغر خميس، غير انه فقد السيطرة على العديد من مصالحه التجارية الشخصية خلال الفترة بين 2001 و2005 حين استغل اخوته غيابه لوضع شركاتهم الخاصة بها، وله علاقة سيئة بسيف الاسلام الذي وصفه السفير الصربي بأنه غير بارع» حسب الوثائق الديبلوماسية. خميس : يحمل رتبة نقيب ركن، وهو قائد اللواء الثاني والثلاثين وتتمركز كتيبته في بنغازي مركز الاحتجاجات التي تشهدها ليبيا اليوم. سيف العرب : هو أكثر أبناء القذافي بعدا عن الاضواء ويقضي أغلب فترات حياته في ألمانيا.