لا تزال الطفلة مريم تعيد كلمة «ماما» عشرات المرات بشكل يومي لترتمي في أحضان جدّتها بعد طول بكاء هذا السيناريو يتكرّر منذ 10 أوت الفائت لما غادرت والدتها إيمان لشهب البيت ولم يعد الى الآن لتترك جميع من عرفها في حيرة. «الشروق» التقت جدة مريم لتروي تفاصيل المعاناة اليومية جرّاء عدم عودة المتغيبة إيمان. بكلمات متقطعة وبكاء مرير تتحدث السيدة سعيدة سعداوي عن تغيّب ابنتها فقد غادرت المنزل ذات يوم من شهر أوت الفارط دون أن تعلم المقربين لها عن وجهتها.. تعود محدثتنا بذاكرتها لتروي ما حدث لابنتها المتغيبة في ما مضى. ففي سنة 2003 تعرضت الى حادث سير وأصيبت بكسر على مستوى الحوض بالاضافة الى إصابة على مستوى الرأس وهو ما سبب لها اضطرابات نفسية وصارت في حالة غير طبيعية ومع مرور الأيام بدأت حالتها تستقر إلاّ أن حالات الاضطرابات النفسية كانت تعودها في أكثر من مرة.. مرت الأيام والسنوات وكتب لايمان المتغيبة أن تزف الى شاب ليستقرّا في جهة فوشانة من ولاية بن عروس.. كانت إيمان. حسب حديث والدتها تعيش حياة رتيبة كغيرها من بنات الحي وصاحبة مسؤولية باعتبار دخولها الى القفص الذهبي وبعد مرور سنوات أنجبت فتاة (مريم)، لتفيض السعادة داخل البيت إلاّ أن السعادة بدأت تضمحل فقد عادت حالات الاضطراب النفسي الى والدتها.. خروج دون رجعة ذات يوم من صائفة 2010 وفي الصباح غادرت إيمان لشهب منزلها وطالت ساعات الغياب لينقضي اليوم الأول وشعر أقاربها بالقلق ليتصلوا بمراكز الشرطة والمستشفيات لكن لا خبر يقين ورغم ذلك فإن والدتها والتي تكفلت بتربية حفيدتها لاتزال تعيش على أمل عودتها.. «قلبي يخبرني أن إبنتي على قيد الحياة».. هذا ما ذكرته سعيدة السعداوي لتضيف أنه وبحكم حالتها النفسية المضطربة فهي هائمة على وجه الأرض وستعود يوما ما لتحتضن ابنتها مريم التي لاتزال تردد كلمة «ماما» بكل عفويّة..