ارتياح كبير وتفاؤل لا محدود عم كل متتبعي مسيرة الشبيبة من تولي المدرب مراد العقبي الإشراف على حظوظ الفريق نظرا للعمل المجدي الذي ما فتئ يقوم به هذا الفني الذي نجح في قيادة الفريق الى شاطئ الآمان خلال مرحلة الذهاب بعد أن خرج به من الوضعية الحرجة التي تردى فيها بعد استحاب المدرب سفيان الحيدوسي. «الشروق» التقت العقبي وأجرت معه هذا الحديث حول بعض المسائل التي تشغل بال الأحباء: بعد البداية الموفقة في الرسميات...لم يظهر الفريق بمستواه العادي في الوديات خلال هذه الفترة من توقف نشاط البطولة... فما هي الأسباب..? تحملت مسؤولية تدريب الشبيبة في ظروف استثنائية يعرفها الجميع، والحمد الله بتظافر جهود كل الأطراف تمكنا من التدارك والعودة بقوة في سباق البطولة، حيث حققنا نتائج إيجابية جدا مكنتنا من التمركز مؤقتا في مرتبة محترمة وسط الترتيب هذا في الرسميات...أما في الوديات فإن الأمور تختلف لأن هذه اللقاءات اختبارية وهي فرصة لاختبار بعض اللاعبين الشبان وتشريك كل العناصر بما في ذلك الذين عادوا من اصابات لتأهيلهم...لذلك لا مجال للمقارنة، ولا خوف على الشبيبة إذا عدنا الى الرسميات. هل أصبح الرصيد البشري مطمئنا على مستوى الخطوط الثلاثة، بعد انتدابات الميركاتو الشتوي الذي اقتصر على الثلاثي زياد الدربالي برهان غنام، والمهاجم الكامروني«افا»? هذه الانتدابات كانت موجهة وحسب النقائص الموجودة وحاجيات الفريق على مستوى الخطوط الثلاثة...كنا في حاجة لمدافع محوري فانتدبنا صاحب الخبرة زياد الدربالي من الترجي الرياضي التونسي.وأردنا تعزيز الوسط الهجومي فانتدبنا برهان غنام من الترجي أيضا خاصة وأنه نجح وتألق مع الفريق في الموسم الفارط ويعرف جيدا أجواء الشبيبة وهذه من الايجابيات التي ستجعله يقدم الاضافة بسرعة،كما فكرنا في ضرورة تعزيز الخط الأمامي بمهاجم لا يقل قيمة عن مؤهلات وامكانيات سلامة القصداوي فانتدبنا الكامروني«افا بلدوني» الذي كان ينشط في فريق قورماهيا الكيني وهو لاعب سريع وقوي وهداف من الطراز الرفيع وقد أمضى مع الشبيبة عقدا لمدة موسمين ونصف، وأعتقد أن هذا اللاعب سيكون مفاجأة مرحلة الاياب. هناك توتر داخل المجموعة بسبب عدم حصول اللاعبين على بقية مستحقاتهم ألا تعتقد أن مثل هذه الاجواء يمكن أن تؤثر على تركيزهم وانضباطهم داخل المجموعة? الشبيبة لم تتأخر في صرف أجور ومستحقات اللاعبين وذلك قبل الثورة المباركة ولكن بعد هذه الظروف الاستثنائية التي عاشتها البلاد، توقف الدعم وأصبحت الخزينة تعاني تراجعا كبيرا في المداخيل المالية، وحتى الانتدابات الأخيرة فقد كانت بصفقات معقولة..المشكل الآن أن الدعم مفقود والهيئة في موقف محرج،ورغم مساندتي للاعبين في مطالبتهم بمستحقاتهم فإني في المقابل أتفهم صعوبة المرحلة ومتأكد بأن الانفراج قادم، وستتحسن الأحوال بعد أن يعم الاستقرار والأمان... لم تذكر لنا جانب الانضباط...رغم عديد التجاوزات التي حدثت في الفترة الأخيرة? بدون فرض سياسة الانضباط لا يمكن أن نعمل في الحقل الرياضي... فالرياضة أخلاق وانضباط قبل كل شيء...لذلك لم ولن أساوم في مسألة الانضباط...وحتى أن وقعت بعض الهفوات والتجاوزات وهذا يحدث في كل الأندية فقد طبقنا القانون الداخلي للجمعية على كل مخطئ وقد كانت العقوبات مادية طبعا لكنها متفاوتة حسب نوع الخطإ. تقرر ايقاف نشاط البطولة الى أجل غير مسمى... فما هو موقفك من هذا القرار? بعد أن تحقق الأهم وأقصد طبعا الثورة المجيدة مازال المهم، وهو الاستجابة تدريجيا لمطالب الفئات الاجتماعية...وإيجاد حلول عاجلة لبعض الملفات التي تشغل بال الشباب التونسي... وأعتقد أن التوتر الذي خلفته هذه الثورة الشعبية أمر عادي... وبحول الله تسير الأوضاع نحو الانفراج والهدوء تدريجيا وهو ما سينعكس في المستقبل ايجابا على جميع المجالات بما في ذلك القطاع الرياضي...ويبقى قرار تأخير استئناف نشاط البطولة أمرا صائبا في هذا الظرف الغير مستقر للبلاد خاصة على مستوى الانفلات الأمني في بعض المناطق والجهات...رغم يقيني أن الرياضة تلعب دورا هاما في مسألة إيجاد وخلق التوازن النفسي والجسماني للرياضيين وجماهير الكرة المتعطشة للأجواء الرياضية التي في عودتها عودة للحياة الطبيعية، لأن الكرة جزء من حياة المواطن التونسي الذي امتلأ رأسه منذ الثورة المجيدة بالمادة الاخبارية والحديث في الأمور السياسية. صراحة..وفي ظل الظرف الراهن، هل تتوقع عودة نشاط البطولة? شبابنا الذي قاد هذه الثورة العظيمة بنظافة يعي جيدا مصالحه وماله وله وما عليه...هذا الشباب الفاعل والواعي بواقعه يتنفس كرة رغم اهتماماته السياسية لذلك ورغم أن الجهات المسؤولة ضربت بسهم صائب بقرارها تأخير عودة نشاط البطولة...فإني أعتقد أن هذا الشباب متعطش لآستئناف مسابقات البطولة...لكن سيحدث ذلك في الوقت المناسب.