بدأت تتوافد بعض الأفواج السياحية على بلادنا ولو بنسق بطيء، وهو ما يعكس المجهود الذي يقوم به جميع المتدخلين في الشأن السياحي ببلادنا من وكلاء أسفار وأصحاب نزل وناقلين جويين وكل الأطراف المعنية في القطاع بهدف دفع الحركة السياحية نحو الأفضل وقد استبشرنا أكثر لوصول فوج سياحي ألماني يضم 200 سائح وعدد من الصحفيين للتعرف عن واقع البلاد بعد الثورة، كما وصل قرابة 800 سائح انقليزي للوكيل السياحي «طوماس كوك» ومن المنتظر وصول دفعة أخرى قرابة 1500 سائح خلال نهاية الأسبوع عبر 9 رحلات جوية وهو ما يؤشر بعودة قوية للسوق الانقليزية والألمانية بعد جفاء كبير. فرغم الاحداث التي تتالت مؤخرا من خلال عودة «فوضى» الشارع من طرف فاقدي الحس الوطني الصادق تجاه بلادهم وتدفق عشرات الآلاف من اللاجئين من ليبيا من جنسيات مختلفة على عدة جهات من الجنوب التونسي أدت بدورها هي الأخرى على تأجيل توافد أعداد كبيرة من السياح في اتجاه مدينة جربة وتوزر. الوجهة الفرنسية: وعود فيما أكد فرديريك لوفابر كاتب الدولة الفرنسية المكلف بالسياحة الذي يؤدي حاليا زيارة رسمية الى تونس على رأس وفد من المهنيين والاعلاميين المختصين في السياحة. دعم بلاده لعودة قوية للسواح الفرنسيين للاطلاع على الصورة الحقيقية لتونسالجديدة. جودة الخدمات في النزل أولى أولويات للإقلاع ولضمان أسواق جديدة لسياحتنا بعد الثورة المباركة التي كان لها فضل التعريف والدعاية لبلادنا، وجب على المهنيون من أصحاب نزل ومطاعم ووكالات أسفار السعي والعمل على رسكلة مواردهم البشرية بحسب الاختصاص لتنمية قدراتهم وانتاجهم واذكاء دورهم في الحياة السياحية من خلال تجويد الخدمات بهدف ارضاء الحريف وتحفيزه على العودة وتسويق وجهتنا بصفة تلقائية لدى عودته الى بلاده علاوة على الارتقاء بمستوى فنادقنا واعادة النظر في تصنيفها وضبط استراتيجية عمل لها على المدى القريب تتعلق بالخصوص في تكثيف الحملات الاعلامية والترويجية وهو ما سبق أن دعينا اليه في مقالات سابقة من أجل دفع الحركة السياحية التونسية في هذه الظروف الاستثنائية. كما بات مطلوبا تطوير التنشيط وابتكار طرق وأساليب جديدة لجلب السياح سواء داخل الفنادق أو خارجها مع ضرورة تشريك الأمن السياحي في هذه المبادرات حتى لا تحصل أحداث خطيرة تستهدف السياح وأمنهم في الأسواق والمطاعم وفضاءات الترفيه. وبالتالي وجب على كل المتدخلين في القطاع السياحي وضع روزنامة عمل قادرة على كسب التحديات المطروحة على المدى القريب والبعيد بالتنسيق مع الادارة والجهات الاجنبية التي عبرت مؤخرا عن استعدادها المطلق لتنشيط الحركة السياحية الساحلية في مرحلة أولى وذلك بالانخراط في منظومة متكاملة أساسها الأمن والسلامة الكفيلة وحدها باستقطاب أفواج كبيرة من السياح وضمان عودة الحياة السياحية الى سالف نشاطها وبنسق سريع.