تقاطرت البوارج العسكرية الغربية العملاقة على البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل الليبية محمّلة بالآلاف من الجنود ومشاة البحرية «المارينز» في مشهد أقرب للحرب منه لعمليات إجلاء الرعايا الأجانب، فيما جدّ خلاف واسع بين الأقطار العربية حول فرض حظر جوي عربي على ليبيا. وحلت بوارج عسكرية عملاقة قرب السواحل الليبية من كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وكندا وفرنسا وايطاليا وكوريا الجنوبية والصين. «المارينز» على الخط وأكدت مصادر إعلامية متطابقة أن نحو 400 جندي «مارينز» وصلوا الليلة قبل الماضية الى قاعدة «سودا» العسكرية الأمريكية بجزيرة «كريت» اليونانية. وأضافت أن الجنود سيلتحقون بالسفينتين الحربيتين «يوأس كيرسارج» و«يوآس بونس» اللتين عبرتا قناة «السويس» وهما في طريقهما الى ليبيا. وبهذا الالحاق يصبح عدد «المارينز» على السفينتين الأمريكيتين 1200 عنصر. بريطانيا من المفترض أن تحلّ الفرقاطة «آتش أم اس وستمنستر» التي انطلقت من جبل طارق محل الفرقاطة «آتش أم اس يورك». وتنقل «وستمنستر» مروحيات وتحتوي قاذفات صواريخ و«طوربيدات» وأسلحة بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدى. أما باريس فقد قرّرت ارسال حاملة المروحيات «مسترال2» الأكبر حجما في البحرية الفرنسية الى ليبيا للمشاركة حسب وزارة الدفاع في عمليات إجلاء عمال مصريين عالقين في ليبيا. خلاف بين العرب وبالتوازي مع هذا الحشد العسكري، أوردت جهات مطلعة أن دول الخليج أيدت خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية أول أمس الاربعاء فرض حظر جوي على ليبيا. وأضافت أن الأردن كان متحمّسا للموقف الخليجي، فيما عارضت سوريا والجزائر والسودان المقترح الخليجي. وأشارت الى أن واشنطن طلبت من دول الخليج استصدار موقف من الجامعة العربية يفرض هذا الحظر الجوي على ليبيا حتى يكون عاضدا لها إذا تقدمت بذات المشروع في مجلس الأمن وأضافت أن دولا خليجية أجرت اتصالات مع ايطاليا لفتح أجوائها أمام أية طائرات أمريكية أو «أطلسية» تتولى تأمين الحصار الجوي. اتصال مع المعارضة وفي هذه الأثناء أجرى وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ اتصالا هاتفيا باللواء عبد الفتاح يونس العبيدي في بنغازي ناقشا خلاله الأوضاع على الأرض في ليبيا وتأثيرها على المواطنين وتوفير مساعدات إنسانية. وقالت وزارة الخارجية البريطانية أمس أن اللواء العبيدي سأل هيغ عن خطط فرض منطقة حضر جوي فأجابه أن المملكة المتحدة يساورها قلق عميق بسبب العنف وأنها بصدد وضع خطط طوارئ لمواجهة كافة الاحتمالات. وأشارت الى أن المكالمة الهاتفية مع العبيدي تشكل جزءا من جهود الحكومة البريطانية للاتصال بشخصيات من المعارضة الليبية ويدير هذه الجهود السفير البريطاني لدى طرابلس ومساعدوه في السفارة وكلهم في لندن حاليا.