واصلت تطوّرات المشهد الليبي أمس احتكارها لمساحات واسعة في الصحافة الغربية وخاصة بعد فشل القوى الغربية العظمى في اتخاذ قرار واضح لوقف «مجازر العقيد الليبي ضد شعبه» كما تطرقت الى محاولات أمريكية وبريطانية لدعم المعارضة في ليبيا ولكن بصفة غير مباشرة. وفي هذا الاطار قالت صحيفة «إلباييس» الاسبانية ان المجتمع الدولي لم يعد بوسعه الاستمرار في الجمود حيال «الحرب الأهلية غير المتكافئة» في ليبيا مضيفة ان «الطاغية» الذي يحكم البلاد منذ أربعين عاما يستخدم ضد السكان آلة عسكرية مدعومة بأموال النفط مؤكدة أن «الشلل الذي أصاب الموقف الدولي جعل القذافي يلجأ الى الطيران والمدفعية لتدمير المدن التي خرجت عن سيطرته». الطاغية والاستعمار ورغم دعوتها الى أن يظل التدخل العسكري المفتوح مستبعدا حاليا «لأنه سيلطخ شرعية الثورة الشعبية» فإن «إلباييس» جزمت بأن المجتمع الدولي ليس بوسعه التعامل مع سيناريو يتمكن فيه القذافي من استعادة السيطرة على البلاد، مطالبة في هذا الصدد بالاعتراف «بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا». ومن جانبها رأت صحيفة «لابانغوارديا» الاسبانية ان الثورات العربية الراهنة تدل بما لا يدع مجالا للشك على «بؤس الاستعمار الغربي» منتقدة كيف أنه لم يخطر على بال أحد أن الغرب فتح أبواب جامعاته أمام أبناء القذافي. كما انتقد نائب مدير الصحيفة «ألفريدو آبيان» كيف أن الأوروبيين «صفقوا لكل عقيد محلي تلقى تكوينا عسكريا في المملكة المتحدة» داعيا الغرب الى تعلم الدروس و«مراقبة العائلات الحاكمة في الخليج التي كانت اختراعا آخر للاستعمار الاوروبي». خطة أمريكية سريّة وعلى صعيد متصل كشفت صحيفة «الانديبندنت» في مقال لمراسلها في الشرق الأوسط روبرت فيسك تحت عنوان «خطة أمريكية سرية لتسليح معارضي القذافي» ان الادارة الامريكية تحاول تفادي التورط المباشر في الصراع الدائر في ليبيا حتى لو طال أمده لكنها توجهت الى السعودية بطلب لتقديم الأسلحة لمعارضي القذافي. وقال فيسك ان «السعودية مازالت مترددة في الرد على الطلب الامريكي بسبب أوضاعها الداخلية رغم العداوة المريرة بين الملك عبد الله والقذافي الذي حاول قبل أقل من عام اغتيال الأول». وقالت الصحيفة أن الامريكيين أخبروا السعودية ان معارضي القذافي في حاجة ماسة الى الأسلحة المضادة للدبابات وقذائف الهاون والصواريخ المضادة للطائرات للتصدي للهجمات التي تشنها القوات الموالية للقذافي لاستعادة المدن التي سيطر عليها الثوار. وأشارت الى أن الأسلحة قد تصل الى الثوار خلال 48 ساعة إذا سارت الأمور كما تريدها واشنطن بواسطة طائرة نقل تحط في مطار مدينة بنغازي أو أحد المطارات العسكرية التي وقعت بيد الثوار. ومن جهتها تطرقت صحيفة «ديلي تليغراف» الى المهمة الفاشلة لديبلوماسي بريطاني حاول لقاء زعماء المعارضة المتمركزين في بنغازي. وأوضحت أن الطائرة العمومية التي كانت تقل الديبلوماسي وعدد من عناصر القوات الخاصة حطت على بعد 20 كيلومترا من المدينة في وقت مبكر نهار الجمعة وقوبلت بوابل من الرصاص حين اعتقد المدنيون أنهم من المرتزقة الموالين للقذافي. وقد أكّدت الصحيفة أن المعارضة الليبية استغربت عن سبب عدم ابلاغها مسبقا بوصول الديبلوماسي ومرافقيه وموعد وصوله.