واشنطن عواصم (الشروق وكالات) أكدت الإدارة الأمريكية أنها تدرس خيارات عسكرية للتعامل مع الوضع في ليبيا رغم تحذيرات سينتور أمريكي من أن الحرب الأهلية في هذا البلد قد بدأت وأنه لايحق للولايات المتحدة التدخل إلا بعد انتهاء الحرب والتفكير في أساليب التعامل مع الغالبين فيها. وقال البيت الأبيض ان من بين الخيارات المطروحة قيد الدرس تسليح المعارضين الليبيين مضيفا أن واشنطن لم تستبعد استخدام القوات البرية لوقف إراقة الدماء في ليبيا لكن ذلك ليس على رأس قائمة الخيارات. تحذير من جانبه حذر عضو الكونغرس الأمريكي ريتشارد لوغار واشنطن من التدخل في الأحداث الجارية في ليبيا وقال لوغار انه يتابع منذ أيام المناقشات حول الأحداث في ليبيا باهتمام لكنه لم يفهم الى من ستوجه الولاياتالمتحدة المساعدات التي تنوي تقديمها. وأضاف نحن نعرف أن الثوار وهم في حقيقة الأمر معارضون لنظام القذافي يطالبونه بالتنحي لكنه من غير الواضح ما إذا كان هؤلاء الثوار متوحدين وما هو النظام البديل الذي يقترحونه، وأوضح لوغار أن عددا كبيرا من العسكريين المسلحين يؤيدون القذافي وهو مايجب أن تأخذه الولاياتالمتحدة بعين الاعتبار. وأشار السيناتور الى أن واشنطن اختارت طريق التدخل العسكري في الشؤون الداخلية لبلد آخر في السابق عندما أخذت على عاتقها مسؤولية الوضع في أفغانستان والعراق داعيا الى التفكير في ما إذا كان الأمريكيون مستعدين لحروب ونزاعات جديدة. وأوضح مسؤولون عسكريون بعض مخاطر التدخل المباشر المحتمل في الشأن الليبي، بعضها تكتيكي والآخر سياسي قد تنتج عن التدخل الأمريكي المحتمل في ليبيا. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مساعد كبير للرئيس الأمريكي قوله ان أوباما قلق بشأن بعض الاعتبارات منها الدور الأمريكي في المنطقة العربية بعد الاطاحة بعدد من القادة هناك من بينهم صدام حسين،كما أن بعض منتقدي الولاياتالمتحدة في المنطقة وكذلك بعض القادة يدعون أن مؤامرة غربية أشعلت فتيل الاحتجاجات المندلعة في دول المنطقة. ولكن على جانب الجمهوريين فان العضو البارز في مجلس الشيوخ جون ماكين يقود حملة تؤيد التدخل العسكري في ليبيا، حيث يرى مؤيدو هذا الاتجاه أن طلب قادة الثوار لمساعدات عسكرية هو مبرر رئيسي لفرض الحظر الجوي هناك، كما يشيرون الى أن مخاطر الانتظار ستكون أكبر بكثير من مخاطر اتخاذ قرار سريع بالتدخل العسكري. الإجماع المطلوب وقد أكد وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أن أي عمل عسكري محتمل ضد نظام القذافي يجب أن يحظى بموافقة المجتمع الدولي مشيرا الى أن واشنطن وحلف شمال الأطلسي يبحثان في الوقت ذاته خيار التدخل العسكري في ليبيا. وقال غيتس لقد وضعنا عددا من الخيارات التي سيتم رفعها الى الرئيس الأمريكي باراك أوباما وسنفعل ما يأمرنا به الرئيس وأكدت الحكومة الاسبانية من جانبها أن أي تدخل سياسي أو اقتصادي أو عسكري محتمل في ليبيا يحتاج الى دعم الأممالمتحدة والبلدان العربية والافريقية. واعتبر متحدث باسم الحكومة الاسبانية أن المجتمع الدولي لا يمكنه اتخاذ قرارات بهذه الجدية دون الدعم الشرعي للأمم المتحدة ولا الدعم العلني الى المنظمات الإقليمية ودعت الصين من جانبها المجتمع الدولي الى إيجاد حل سلمي للمشكلة الليبية والى ضرورة احترام وحدة وسلامة الأراضي الليبية. أما وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ فاعترف بأنه وافق بالفعل على ارسال قوات بريطانية خاصة الى شرق ليبيا وسط جدل في بريطانيا حول مهمة هذا الفريق بعد أن ألقى الثوار القبض على جنود القوات الخاصة التي كانت ترافق فريقا ديبلوماسيا كان يسعى الى التفاوض مع المعارضة.