جاء في مداخلة السيد مصطفى الفيلالي عضو أول مجلس وطني تأسيسي حول موضوع «الحق المشروع في التنمية العادلة» التي نظمها أحباء سيدي بوزيد يوم الأحد الفارط بدار الثقافة أبو بكر القمودي بسيدي بوزيد بحضور شخصيات وطنية على غرار الصادق بلعيد أستاذ القانون الدستوري وعميد كلية الحقوق بتونس سابقا وحمودة سلامة وقيس سعيد وغيرهم من الحقوقيين والمحامين والشباب والنقابيين من جهة سيدي بوزيد أن سيدي بوزيد نسيت أو نوسيت على مدى 3 أجيال حيث أن المرحلة البورقيبية تميزت بإرساء مشاريع محتشمة في الجهات الداخلية منها مصنع الحلفاء بجهة القصرين وإنشاء مصدر مائي بسيدي بوزيد كانت آنذاك قرية صغيرة ومنسية في العديد من المجالات لان سلطة صنع القرار كانت كلها من الجهات الساحلية وكانت في أيادي تمثل تلك الجهات وهذا ما أنتج هذه الثورة لكثرة التراكمات والأسباب الحاصلة في العهد البورقيبي والعهد اللاحق التي لم تعد هذه الجهات الفقيرة قادرة على تحملها. ودعا الفيلالي الى ضرورة إشراك كل الجهات الداخلية في السلطة والمجالس النيابية والدوائر الحكومية ولما لا في رئاسة الحكومة ورئاسة الدولة وذلك للخروج عن المألوف من أجل تحسين المصير حتى لا تكون الدولة قادما نسخة من الماضي. ومن جهته أعرب السيد صادق بالعيد في مداخلته أن الثورة كشفت المستور وأفاقت الشعب من غيبوبته بعد أن تغولت الأقلية في هذه الفترة على حساب الأغلبية وهذا ما خلق طبقتين اجتماعيتين متفاوتتين في البلاد التونسية مثلما يحصل في الشرق العربي والخليج يغلب عليهما طابع الانفصام. وأضاف أن للثورة مسارين اقتصادي واجتماعي وسياسي كفيلان بإعادة الحيوية في الاقتصاد وفرض العدالة بين الناس والمصالحة مع الدولة والسلطة المركزية أما قيس سعيد أستاذ القانون الدستوري بكلية العلوم الاقتصادية السياسية والاجتماعية فقد بين في مداخلته كيفية وضع الدستور وسن أركانه وفصوله وطرق الاقتراع (الاقتراع للقائمة والاقتراع على الأفراد) فضلا عن التنمية العادلة من أجل حرية أكبر للترشح وحرية أكبر في الاختيار. وتعلقت النقاشات لعدة مسائل تتعلق بضرورة قراءة التاريخ قراءة صحيحة نتيجة الفشل الذريع للسياسة التنموية في السابق وضرورة الاهتمام بشباب سيدي بوزيد لما يستحق من عناية مادية ومعنوية وثقافة ليتمكن من ممارسة الانتخابات بكل جدية وحماس وطالب المتدخلون بالتطرق الى العديد من الملفات(الشؤون العقارية والشؤون التنموية وقائمة الثوار...) والقطع مع الماضي الأليم الذي تميز بسياسة الإقصاء والتهميش خلافا لما يتميز به المجتمع التونسي من التسامح والتواصل والتفاهم رغم ما تعرض اليه من تسلط واستبداد كانت عاقبته وخيمة.