مؤشر طيب على عودة الاستثمار الاجنبي الى ولاية قابس تمثل في ما أبداه المستثمر النمساوي من حرص على تنفيذ مشروع المدينة الاستشفائية بخبايات الحامة لتوفير حوالي ألف موطن شغل في منطقة ذات أولوية. وتقع منطقة الخبايات على بعد 12 كم غرب مدينة قابس على الطريق الرئيسية قابسقبلي غير بعيدة عن مطار قابس وتتميز بتوفر مخزون مائي هام بخصوصيات استشفائية ثابتة لمعالجة عديد الأمراض بما جعل المنطقة قبلة السياح على امتداد السنين الماضية وخاصة الاشقاء من المغرب العربي الكبير. وسيسمح هذا المشروع ببعث ثاني أهم قطب استشفائي بالبلاد تتوفر به محطات وحمامات استشفائية واقامات فندقة وأخرى للسكن ووحدات تجارية وملاعب رياضية مختلفة من بينها ملعب صولجان بمواصفات عالمية. ويمكن ان يساهم مشروع الخبايات في دفع نشاط الاستشفاء بالمياه المعدنية وتثمين الثروات الطبيعية المتوفرة عبر ابراز خصوصيات منطقة الحامة المعروفة منذ القدم بثرواتها من المياه المعدنية الحارة وهو ما يمكن ان يعود بالنفع على قطاعات اخرى كالمنتوجات السياحية التقليدية فضلا عن توفير ألف موطن شغل على الأقل. ورغم حرص المستثمر على انجاز مشروعه الذي تبلغ كلفته الاجمالية دون اعتبار كلفة انجاز شبكة التصريف ما قيمته 13500.000 دينار وتتكفل الدولة بحوالي 3500.000 دينار من توفير الماء الصالح للشراب والكهرباء والمياه المعدنية الحارة وحماية الموقع من الفيضانات وزحف الرمال فإن المشروع لازال يراوح مكانه لوجود عدة اشكالات ادارية خاصة. ولعل أهم هذه الاشكالات التي تعترض المستثمر ولم تجد طريقها للحل رغم ان فكرة المشروع انطلقت منذ جانفي 2005 تتمثل أوّلا في عدم اتمام الاجراءات الادارية على مستوى المركز للانطلاق في انجازه فعليا ورغبته ثانيا في اضافة 100 هكتار أخرى للتوسع في المشروع ليكون على مستوى عالمي بمساحة تبلغ حوالي 240 هكتارا وحرصه من ناحية اخرى في أن تكون نسبة مشاركته في رأسمال المشروع تفوق 50٪ من الاشراف عليه وتوفير كل مستلزمات نجاحه. الحرص على تيسير الاجراءات الادارية وتبسيطها من أوكد أولويات تشجيع الاستثمار الخارجي لاستقطابه بما يمكن أن يخلق مواطن شغل جديدة بلادنا في أمس الحاجة إليها خاصة في ظل توقعات عالمية بانخفاض النمو الاقتصادي التونسي لسنة 2011 الى حوالي 2٪ وهو ما يؤثر على الاستثمارات الاجنبية بمقدار الثلث.