كثر الحديث في هذه الأيام عن احتمال أن يضرب الكساد الموسم السياحي بتونس، وتضاربت الآراء في هذا الصدد بين متفائل ومتشائم. وفي هذا الاطار التقت «الشروق» السيد بوبكر زيان وهو مدير عام نزل «الزيتونة بالاص» بصفاقس الذي كان له رأي واضح في هذا الشأن اذ يقول: «السياحة التونسية عانت كثيرا من التهميش والدخلاء فكان كل من يملك المال يدخل هذا القطاع ويبني النزل والمنشآت السياحية الى درجة أن هؤلاء الدخلاء شوّهوا سمعة الميدان خاصة من خلال الاشخاص الذين يعهدون لهم بتسيير الوحدات السياحية وهم لا يعرفون من السياحة اي شيء. وهذا كان له انعكاس سلبي جدا على السياح الأجانب بالخصوص. فالسائح الذي لا تعجبه الخدمات نخسر من ورائه 13 سائحا (بالأرقام والدراسات) أما اذا كان راضيا فسيكون لنا ضعف العديد او أكثر. ورغم كل ما يقال الآن عن السياحة في تونس فإني اعتقد ان القطاع السياحي بتونس سيكون من أحسن القطاعات في العالم بفضل الثورة المباركة التي غيرت سمعة تونس نحو الأحسن وسيمكننا الوضع الجديد من استقطاب أضعاف ما كنا نستقبله قبل الثورة. وكدليل على ذلك بدأنا نسجل حضور وفود محترمة بالسياح ببلادنا. وكيف نحافظ عليهم وننال رضاهم يجب ان نحميهم من الممارسات القديمة المتمثلة في «البزناسة» وذلك بتوفير أدلاء مكوّنين يعملون في اطار نظيف ولابد كذلك من ضمان الجودة في هذا القطاع الذي لا يجب ان يكون موسميا. وهذا النزل الذي يتبع مجموعة السيد عادل بوصرصار يعمل دائما بنصائح هذا الرجل الذي يحرص على ارضاء الحريف. فهو يعتبر أن النجاح في ميدان السياحة مرتبط بوضع استراتيجية واضحة تقوم على وضع الحريف في محور اهتماماتها ووضع الجودة في الخدمات غاية ووسيلة لهذا النجاح الذي ينطلق من فلسفة تؤمن بالجد في العمل وتوفير كافة الطاقات لتحقيق الغاية المنشودة». أما في ما يخص السياحة الداخلية فيقول السيد بوبكر زيان: «التونسي اليوم أصبح واعيا ويفهم كثيرا قيمة الخدمات وجودتها.. نحن علينا ان نفرح به ونعطيه قيمته.. وهو سينفق دون تقتير.. وعلى ذكر ان التونسي «مصروفجي» لا يجب حسب رأيي ان نقوم بتخفيضات كبيرة في السياحة لأن ذلك يقلل من قيمة القطاع ويدخل أصحابه في منافسة غير مرغوب فيها».