آمال النفزي فتاة كفيفة تنتمي الى أسرة متكونة من ستة أفراد وتضم في صفوفها بنتين كفيفتين هما آمال وشقيقتها علية، أما الأب بوجمعة النفزي فهو عاطل عن العمل وعاجز جسديا عن ممارسة النشاط المهني بشكل مسترسل. آمال النفزي استنجدت بجريدة «الشروق» لطرح الوضعية المزرية التي تعاني منها هذه الأسرة وكلها أمل في أن يجد نداؤها صدى لدى من يهمهم أمر العائلات المعوزة. مأساة حقيقية وتقول آمال في هذا الصدد: «والدتي ربّة بيعت ولي أخت تدرس بالسنة الثالثة ثانوي اسمها حنان وأخرى انقطعت عن مواصلة دراستها بسبب الظروف الاجتماعية القاسية. لقد اتصل والدي بجميع السلط لتقديم يد المساعدة من أجل توفير أبسط متطلبات الحياة لكن كل محاولاته باءت بالفشل وحتى عندما حصلت على شهادة الأستاذية في اللغة الايطالية اتصلت بولاية بنزرت فوعدوني بأن أعمل بالمنطقة الحرة ببنزرت بشركة إيطالية لكن ما راعني وبعد خروجي من المستشفى تبخّرت الوعود وأصبت بالاحباط بسبب المماطلة الى حدّ الساعة». وتضيف آمال أن وضعها المالي والاجتماعي صعب جدا وعائلتها عاجزة عن توفير ضروريات العيش علما وأنها تعاني من اضطرابات نفسية عميقة ومن فقر الدم مما يستوجب أدوية معينة وأغذية متنوعة وذات قيمة. وتؤكد آمال بكل أسى وحسرة أن السلط المحلية ببنزرت لم تعر اهتماما لحالتها التي تدمي الأفئدة والقلوب.. فما هي الأسباب التي تدفع بعض المسؤولين الى تجاهل فتاة كفيفة ومريضة تستحق كل العناية والمساعدة؟ وهل هناك أصعب وأتعس من هذه الوضعية التي تتطلب حسب رأينا تحرّك المسؤولين المحليين ببنزرت بسرعة لإنقاذ آمال النفزي من براثن الاهمال والفقر والخصاصة فضلا عن تقديم كل أوجه المساعدة المالية والمعنوية لها والأدهى أن فتاة كفيفة مثل آمال تتمتع ببطاقة إعاقة لكن من صنف بلا مرافق أي أن الشخص الذي يتبرّع لمرافقتها مطالب بخلاص كامل معلوم النقل بينما تدفع هي ربع المعلوم، فهل هذا معقول يا سادة؟ نداء عاجل وما يبعث على الفخر والاعتزاز أن هذه الفتاة لا ترغب في تلقي المنح الاجتماعية أو الاحسان والعطف بل تصرّ على العمل بشرف وضمير في اختصاصها (ترجمة وظيفة تدريس) حتى تتمكن من مساعدة عائلتها التي قالت عنها إنها عانت الكثير في تربيتها وحان الوقت لتردّ الجميل بأحسن منه، فأين أصحاب القلوب الرحيمة؟ ومتى ستتحرّك السلط ببنزرت لتجسيم رغبة هذه الفتاة التي يجب أن تفخر بها أية أسرة نظرا لما تتميّز به من صدق وقوة وصبر في مواجهة مصاعب الحياة؟