انعقد صباح أمس بمركز الهلال الأحمر التونسي لقاء اعلاميا باشراف السيد الطاهر الشنيتي الكاتب العام للهلال الأحمر التونسي والسيد جون ميشال مونود رئيس البعثة الاقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر بتونس والسيد جيرار لوتريدو رئيس مكتب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر للمكتب الاقليمي لشمال افريقيا للتعريف بهذه الحركة التطوعية وطرق نشاطها داخل التراب التونسي وخارجه خاصة وأنه لم يقع التعريف بها اعلاميا حتى أن البعض لا يميز بين منظمة الهلال الأحمر التونسي وبين الصليب الأحمر سواء على مستوى التسميات أو الوظائف التي تقوم بها كل منظمة. وقد افتتح السيد الطاهر الشنيتي هذا اللقاء مؤكدا على الدور الفعّال الذي لعبه الهلال الأحمر التونسي للاحاطة بالوافدين على منطقة رأس جدير ودعمهم ماديا ومعنويا في ظل هذه الظروف الدولية الصعبة مشيرا الى المجهودات المكثفة التي بذلها كافة المتطوّعين لتوفير الراحة والأمان للاجئين سواء المصريين أو الليبيين أو البنغاليين واسعافهم والاستجابة لطلباتهم رغم الامكانيات المحدودة المتوفرة لديهم مشدّدا على ضرورة التأطير والتكوين الجيد لكل متطوّع حتى يستطيع تحمل المسؤولية الكاملة الموكولة له «فلا بدّ لكل المتطوعين أن يكونوا جديرين بعملهم وإلاّ فإنه من الاستحالة تطوير المركز والنجاح في تحقيق أهدافه». وأضاف الدكتور «الشنيتي» أنه وفي ظلّ حالة الفوضى العارمة التي شهدتها البلاد التونسية منذ 14 جانفي وخاصة ولاية القصرين وسيدي بوزيد بقي الهلال الأحمر التونسي وفيا لمبادئه الأساسية المتمثلة في المساندة والمساعدة لاسيما أمام غياب بعض المسؤولين حيث حرص على مضاعفة الجهود لاسعاف الجرحى ومدّ يد المساعدة لكافة المحتاجين في ذاك الظرف الحرج. ودعا الشنيتي الى ضرورة التعريف بمنظمة الهلال الأحمر التونسي إعلاميا ليكون معروفا على نطاق أوسع. أما السيد جون ميشال مونود (رئيس البعثة الاقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر بتونس)، فقد أكد على الدور الذي تلعبه اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الحفاظ على قدر من الانسانية في خضم الحرب مع المحافظة على الحوار المستمر مع الدول والحرص على الاستقلالية لأنها ما لم تتمتع بحرية العمل مستقلة عن أي حكومة أو سلطة أخرى، فإنه لن يكون بوسعها خدمة المصالح الحقيقية لضحايا النزاع وهو ما يقع في صميم مهمتها الانسانية. كما أكد السيد «ميشال» أن للمنظمة بعثات ووفودا في نحو 80 بلدا عبر أنحاء العالم تقوم بالعديد من النشاطات وفقا للظروف والاحتياجات الخاصة بكل بلد وتتمثل هذه النشاطات في حماية ومساعدة ضحايا حالات النزاع المسلح أو العنف القائمة أو الناشئة (المدنيون، المحرمون من حرياتهم، العائلات المشتتة، الأشخاص الجرحى والمرضى). كما تعمل هذه البعثات بالعمل الوقائي والتعاون مع جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والتنسيق في مجال العمل الانساني والديبلوماسية الانسانية. هذا الى جانب عملها كجهاز انذار مبكرّ ومهم وهو ما يسمح للجنة الدولية بالاستجابة سريعا وبفاعلية للاحتياجات عند اندلاع العنف المسلح أو النزاع. وأضاف السيد ميشال، أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر هي منظمة محايدة وغير متحيزة ومستقلة إذ تعمل على مساعدة كلا الطرفين المتنازعين، فلا تقيم الحركة أي تمييز على أساس الجنسية أو العنصر أو المعتقدات الدينية أو الوضع الاجتماعي أو الآراء السياسية وهي تسعى الى التخفيف من معاناة الأفراد مسترشدة بمعيار واحد هو مدى حاجتهم للعون ومعطية الأولية لأكثرهم عوزا. كما تسعى الى الاحتفاظ بثقة الجميع فتمتنع الحركة عن اتخاذ موقف مع طرف ضد الآخر أثناء الحروب وتحجم عن الدخول في المجالات ذات الطابع السياسي أو العنصري أو الديني أو الايديولوجي. ورغم أن الجمعيات الوطنية تعدّ أجهزة معاونة لحكومات بلدانها في الخدمات الانسانية وتخضع للقوانين السارية في هذه البلدان، فإنّ عليها أن تحافظ دائما على استقلالها بما يجعلها قادرة على العمل وفقا لمبادئ الحركة في جميع الأوقات. وأضاف قائلا أن الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر التي وُلدت من الرغبة في إغاثة الجرحى في ميادين القتال دون تمييز بينهم تسعى سواء على الصعيد الدولي أو الوطني الى منع المعاناة البشرية حيثما وجدت والتخفيف منها. وهدفها حماية الحياة والصحة وكفالة الاحترام للانسان وهي تسعى الى تعزيز التفاهم والصداقة والتعاون والسلام الدائم بين جميع الشعوب مؤكدا أن المساعدات المقدمة للاجئين على الحدود التونسية بمختلف أصناف هي عبارة عن تعاون مشترك بين الصليب الأحمر والهلال الأحمر التونسي وقد أيده في ذلك السيد «جيرار تريدو» حين أكد أنه تم تمكين الوافدين على الحدود التونسيةمن تجهيزات صحية وغذائية لتوفير راحتهم ولو نسبية حيث تم تمكينهم من الاتصال بعائلاتهم سواء في ليبيا أو مصر أو غيرها. كما تمّ تخصيص حوالي 200 مرحاض الى جانب الأغطية الصوفية والمأكولات خاصة مادة الأرز باعتبارها الأكلة المفضلة لأغلبية اللاجئين. كما أكد على ضرورة الاهتمام أكثر بهذه الحركة وأنشطتها إعلاميا.