فقد النظام اليمني أمس أبرز دعائمه مع انضمام أكبر شيخ قبلي في البلاد إلى «ثورة الشباب» وكذلك عشرات الضباط والمسؤولين وعلى رأسهم اللواء علي محسن الأحمر، الذي كان يعتبر من أبرز وجوه النظام، لكن الرئيس علي عبد اللّه صالح مازال يتحدث عن أن «غالبية الشعب» تؤيده وأنه صامد في وجه الحركة الاحتجاجية. وأعلن شيخ مشائخ قبائل «حاشد» صادق الأحمر أمس في اتصال مع قناة «الجزيرة» انضمامه الى الحركة الاحتجاجية المطالبة بتغيير النظام ودعا الرئيس صالح الى «خروج هادئ ومشرّف» من السلطة التي يتولاها منذ 32 عاما. سيل من الاستقالات وقال الشيخ الأحمر: «أعلن باسم جميع أبناء قبيلتي انضمامي الى الثورة» ووجه نداء الى صالح حتى يجنب اليمن سفك الدماء ويخرج بهدوء. وأكد الأحمر أنه مستعد للوساطة من أجل «خروج مشرف للبلد والأخ الرئيس»، حسب تعبيره. وفي وقت سابق أعلن اللواء علي محسن الأحمر الذي يعد من أهم أعمدة النظام اليمني أمس انضمامه الى الحركة الاحتجاجية مع جميع مرؤوسيه. وقال الأحمر، وهو أخ غير شقيق للرئيس اليمني، إنه نزولا عند رغبة زملائي وأبنائي في المنطقة العسكرية الشمالية الغربيةوالفرقة الأولى المدرعة والذين أنا واحد منهم، أعلن نيابة عنهم جميعا دعمنا وتأييدنا السلمي لثورة الشباب السلمية». وأضاف الأحمر: «سنؤدي واجباتنا غير المنقوصة في حفظ الأمن والاستقرار». واعتبر الأحمر أن: «اجهاض العملية الحوارية وإغلاق منافذ التوافق الوطني وقمع المعتصمين السلميين أدّى الى أزمة تزداد تعقيدا وتدفع البلاد نحو شفير العنف والحرب الأهلية». كما أكد العميد في الجيش اليمني علي الشعيبي أمس لوكالة «فرانس برس» انضمامه مع 59 ضابطا آخرين من حضرموت في جنوب شرق البلاد الى الحركة الاحتجاجية المطالبة بتغيير النظام، اضافة الى 50 ضابطا آخرين من أجهزة وزارة الداخلية، لكن وزير الدفاع اليمني قال إن الجيش يؤيد صالح وإنّ القوات العسكرية ستظل وفية للرئيس وشرعيته. وأعلن أيضا كل من اللواء محمد علي محسن قائد المنطقة الشرقية وقائد اللواء 310 حميد القشيمي انضمامهما إلى «ثورة الشباب». وأعلنت وسائل الاعلام العربية استقالة نائب رئيس مجلس النواب حمير الأحمر من الحزب الحاكم وانضمامه إلى المحتجين، فضلا عن التحاق عدد كبير من سفراء اليمن في العالم الى الحركة الاحتجاجية، لاسيما السفراء في الرياض والكويت ومصر وألمانيا اضافة الى القائم بالأعمال في السفارة اليمنية بتونس. كما أعلن محافظ عدن، ثاني أكبر مدن اليمن، استقالته احتجاجا على قمع المتظاهرين، حسب ما أفاد مصدر من مكتبه. تطورمثير وبالتوازي مع ذلك، انتشرت دبابات ومدرعات للجيش اليمني أمس في صنعاء بما في ذلك محيط القصر الجمهوري ووزارة الدفاع والبنك المركزي حسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وذكر مراسل «فرانس برس» أن دبابات ومدرعات جديدة انتشرت في شوارع صنعاء الحيوية وبالقرب من البنك المركزي والقصر الجمهوري ودار الرئاسة ووزارة الدفاع. وأضاف المراسل أن مشاة من الجيش ينتشرون بكثافة على مداخل ساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء، خصوصا بعد إعلان اللواء محسن الأحمر انضمامه الى «ثورة الشباب». وبالتوازي مع هذه التطورات أكد الرئيس اليمني أنه «صامد» في وجه الحركة الاحتجاجية وأن غالبية الشعب مازالت تؤيده وقال صالح أمس: «إننا صامدون والسواد الأعظم من الشعب اليمني مع الأمن والاستقرار والشرعية الدستورية». واعتبر الرئيس اليمني أن «من يدعون إلى الفوضى والعنف والبغضاء والتخريب هم قلّة من مجموع الشعب اليمني». علىحدّ تعبيره.