شنت كتائب العقيد الليبي معمر القذافي أمس هجمات عنيفة على «مصراتة» و«الزنتان» بالأسلحة الثقيلة موقعة عشرات القتلى والجرحى. كما حاصرت الكتائب بلدة «الزنتان» من الجهات الثلاث مانعة سيارات الاسعاف من الخروج من المدينة. وأكدت مصادر قريبة من الثوار الليبيين أن نحو 40 شخصا استشهدوا في «مصراتة» مشيرة الى أن القوات النظامية فتحت نيران رشاشاتها وأسلحتها الثقيلة على حشد من المدنيين العزّل حاولوا الوقوف أمام زحف آليات القذافي. دروع بشرية وتحدّثت ذات المصادر أن قوات العقيد تجلب مدنيين من بلدات متاخمة ل«مصراتة» لاستخدامهم كدروع بشرية في توغلها العسكري وفي سعيها المحموم الى استرجاع هذه المدينة الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس. ونقلت مصادر إعلامية متطابقة عن شهود دعيان قولهم إن المدينة محاصرة من أكثر من 40 دبابة ووصف الصحفي السويسري غيتان فاناي لوكالة الأنباء «رويترز» القصف بأنه الأعنف منذ ثلاثة أيام. وأفاد ناطق باسم الثوار الليبيين أن خمسة أشخاص من بينهم 4 أطفال قتلوا أمس بنيران كتائب القذافي بمصراتة. 5 شهداء وقال إن الدبابات والقناصة قاموا باطلاق نار عشوائي على الأهالي والمنشآت المدنية مشيرا الى أن الشهداء الخمسة كانوا على متن سيارة مع عائلتهم. وكان ناطق باسم الثوار قد أعلن أمس الأول عن سقوط مئات الجرحى في ذات البلدة بنيران أنصار العقيد. وأذاع التلفزيون الرسمي الليبي الليلة قبل الماضية تطهير المدينة من العناصر الارهابية وفق تعبيره داعيا المواطنين الى استئناف عملهم بشكل اعتيادي. كما شهدت مدينة الزنتان غرب البلاد هجوما عنيفا من كتائب القذافي. وقال أحد سكان الزنتان إنّ عدّة منازل وقع تدميرها وسقطت مئذنة مسجد وأن قوات عسكرية جديدة تحاصر البلدة. وأضاف أن البلدة تشهد نزوحا جماعيا من السكان باتجاه «الكهوف الجبلية» هربا من القصف. وأشار في هذا السياق الى أن المدينة تعرضت في ساعةمتأخرة من الليلة قبل الماضية إلى هجوم عنيف استهدف المنطقة الجنوبية من البلدة ممّا أدّى الى تدمير بعض المنازل.