واصلت قوات التحالف أمس قصفها لمواقع عدة في المدن الليبية الخاضعة لسيطرة العقيد معمر القذافي كما بدأت بقصف القوات البرية التي تحاصر كل من اجدابيا ومصراتة والزاوية فيما اعتبرت الصين أن القتال الدائر في ليبيا يهدّد الاستقرار بالمنطقة كما طالبت بريطانيا قوات التحالف بعدم تجاوز القرار الأممي، في الوقت الذي اتهمتها فيه ليبيا باستهداف المدنيين وارتكاب مجزرة في البلاد عبر القصف العشوائي. وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أمس أن 30 طائرة شاركت في العمليات العسكرية في سماء ليبيا مع مواصلة ضرب القواعد العسكرية التابعة للقذافي. هجوم «منسّق» وأفادت وكالة «نوفوستي» الروسية أن أجواء مدينة مصراتة شهدت أمس أول معركة مباشرة بين قوات التحالف والطيران الليبي وأسفرت عن تحطم الطائرة الليبية وهي من طراز «سوكو غالب» يوغسلافية الصنع. ومن جانبها أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس أيضا أن غواصة بريطانية أطلقت مجموعة من صواريخ «توماهوك» على أنظمة المضادات الأرضية في ليبيا خلال هجوم لقوات التحالف. وقال الناطق باسم الجيش البريطاني جون لوريم ان «القوات المسلحة البريطانية شاركت مرة جديدة في هجوم منسّق على المضادات الأرضية الليبية بموجب القرار 1973». وأضاف في بيان له أن الصواريخ الموجهة من نوع «توماهوك» أطلقت من غواصة دون إعطاء مزيد من التفاصيل حول أهداف الصواريخ ونتيجة الهجوم. وأكدت مصادر اعلامية أن قوات التحالف شنّت 3 غارات صباح أمس على بلدة تاجوراء التي تبعد 30 كيلومترا عن العاصمة طرابلس وقد استهدفت كلية عسكرية. كما تعرّضت مدينة سبها الواقعة تحت سيطرة نظام القذافي أيضا للقصف، وكانت قوات التحالف شنّت مساء أمس الأول سلسلة غارات الى مواقع تابعة لكتائب العقيد الليبي في طرابلس مما أدى الى اندلاع النيران في عدة مناطق في العاصمة. قصف عشوائي وعلى صعيد متصل عرضت قناة «الجماهيرية» الفضائية صباح أمس صورا لعدد من جثث القتلى والجرحى قالت انهم مدنيون ومسعفون استهدفتهم طائرات التحالف مساء أمس الأول في حي سكني بمنطقة تاجوراء. وقال التقرير ان المدنيين تعرّضوا لقصف عشوائي بما لا يقل عن ثلاثة صواريخ في الغارة الثالثة التي شنتها قوات التحالف. ويأتي هذا التطور بالتزامن مع إعلان الأميرال الأمريكي جيرارد هوبر عن بدء قوات التحالف بتوجيه ضربات جوية الى قوات القذافي البرية التي تهاجم اجدابيا والزاوية ومصراتة وذلك في محاولة للضغط عليها للتراجع عن قتل المدنيين المعارضين لنظام القذافي. وفي الوقت الذي اعتبر فيه وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس أن قوات التحالف تحتاج الى أيام وربما أسابيع لتدمير قوات القذافي وليس الي شهور طالبت الصين بوقف اطلاق النار في ليبيا على الفور. وقالت جيانغ يو المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية «نعتقد أن الهدف من تطبيق قرار مجلس الأمن هو حماية الأهداف الانسانية وليس التسبّب في كارثة انسانية أكبر». وأضافت «يجب احترام سيادة ليبيا واستقلالها ووحدتها ووحدة أراضيها.. نحثّ أيضا جميع الأطراف على وقف إطلاق النار فورا وتجنّب تصعيد الصراع مما سيفاقم الوضع على مستوى الاقليم». ومن جهته أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أمس أن قوات التحالف يجب ألاّ تتجاوز الحدود المسموح بها بموجب قرار الأممالمتحدة. كما أوضح بين رودز مستشار الأمن القومي الأمريكي للاتصالات الاستراتيجية ان الولاياتالمتحدة لا تسعى الى الدخول في حرب برية مفتوحة في ليبيا وأنها ستكتفي بتنفيذ مجموعة من العمليات العسكرية من أجل فرض منطقة حظر للطيران في أجواء البلاد».