هدّد الكيان الصهيوني أمس الرئيس محمود عباس بقطع علاقاته مع السلطة الفلسطينية في حال واصل مساعي المصالحة مع حركة «حماس» مشددا على أنه لن يتردّد لحظة في شنّ عدوان كاسح على قطاع غزة لحماية الصهاينة من صواريخ المقاومة فيما تواترت أنباء عن إلغاء أبو مازن لزيارته المقرّرة لغزة وسط دعوات فلسطينية الى فرض حظر طيران على كامل التراب الفلسطيني. وقال مسؤول بارز في الحكومة الصهيونية أمس إنّ تل أبيب ستوقف تعاملاتها مع السلطة الفلسطينية إذا قامت السلطة بادخال «حماس» في الحكومة الجديدة. الاختيار الصعب وأضاف في حديث لجريدة «جيروز البربوسط» أنه يتعين على عباس أن يختار ما إذا كان يرغب في السلام مع اسرائيل أو مع «حماس»، فلا يستطيع البتة الجمع بين هذين الخيارين وفي حالة اختياره السلام مع «حماس»، فسينهي بذلك «عملية السلام»، حسب تعبيره. وأضاف أن تل أبيب تريد أن ترى السلطة الفلسطينية تحت سيطرة عباس فقط وتريد أن تشاهد السلطة باسطة نفوذها على قطاع غزة. من جهته، زعم رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أن اسرائيل معنية بالحفاظ على الهدوء والأمن بيد أنها غير معنية بتصعيد الوضع في المنطقة. وأضاف أن تل أبيب لن تتردد في استخدام القوة للتصدي لأية جهة تحاول استهداف «المدنيين الاسرائيليين» حسب ادعائه مشيرا الى أن هناك عناصر تسعى الى خرق الهدوء المستمر منذ حوالي سنتين. إلغاء زيارة وفي ذات الاطار، ذكرت مصادر صحفية صهيونية أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ألغى زيارته المقرّرة الى قطاع غزة عقب رفض كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» ضمان سلامته. وأكدت «هآرتس» أن هذا الموقف الحمساوي حيال أمن عباس فهم «فتحاويا» على أنه تهديد مباشر لعباس. وأشارت إلى أن زيارة عباس إلى غزة تمّ إلغاؤها من جدول أعماله. يشار إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية التقى مساء أول أمس السبت بقياديين من حركة «حماس» في مكتبه برام اللّه لمناقشة امكانية انهاء الانقسام الفلسطيني مشدّدا على ضرورة التمسك بالتهدئة مع اسرائيل لقطع الطريق على أية عمليات عسكرية صهيونية على قطاع غزة. من جانبها، طالبت حركة «فتح» المجتمع الدولي باجراءات عملية لحماية المدنيين الفلسطينيين في غزة من هجمات الطيران الصهيوني وضمان عدم تعرضهم للقصف الجوي. وقال المتحدث باسم «فتح» في أوروبا جمال نزال إنه يجب ألا نعطي الغرب ومن يحاورنا في أوروبا فرصة الكيل بمكيالين فيما يخص حياة الانسان الفلسطيني موضحا أن الطيران الحربي الاسرائيلي يقصف بيوت المدنيين العزل في كل مكان من فلسطين دون رادع أو قيد. ودعا الدول الأوروبية المشاركة في فرض حظر الطيران على ليبيا الى التشدّد مع اسرائيل في موضوع استخدام طيرانها الحربي.