مازالت شوارع مدينة القصرين تتحفنا من حين لآخر ببعض المشاكل الكبيرة نتيجة عدم عودة الأمن منذ 14 جانفي 2011 فعلاوة على «البراكاجات» وعمليات النشل التي تقلصت حدتها في الأيام الأخيرة جد مؤخرا حادث من نوع خاص في محطة الحافلات بالمدينة حيث تعرض قابض حافلة خط القصرينصفاقس الى الاعتداء بالعنف الشديد تسبب له في حصول كسور على مستوى يده اليسرى وساقه اليسرى أيضا ومن ألطاف الله أن أموال الشركة لم تتعرض الى السرقة. «الشروق» ونظرا إلى هول ما خلفته هذه الحادثة من حسرة لدى سائقي وقابضي الحافلات بالشركة الجهوية للنقل بالقصرين تحولت الى منزل المتضرر السيد محمد الأزهر فرشيشي في حي السلام بالقصرين، وجدناه مستلقيا على فراش لا يستطيع أن يحرك يده وقدمه الا بصعوبة وحاولنا استقصاء الحقيقة منه هو شخصيا فكان أن وجه تحية الى جريدة «الشروق» قبل أن ينطلق في سرد الحكاية من أولها الى آخرها بألم وحسرة كبيرين، يقول السيد محمد أنه كان يقوم بعمله في أحسن الظروف كقابض على متن حافلة تابعة للشركة الجهوية للنقل بالقصرين عائدا من مدينة صفاقس ولما وصل الى مدينة سبيطلة صعدت فتاة للحافلة قاصدة مدينة القصرين فطلب منها اقتطاع التذكرة الا انها ابلغته بعدم حيازتها للمبلغ المطلوب (حوالي 1700 مي) وأنها ستمكنه من ذلك عند وصولها الى محطة القصرين فرفض ذلك باعتباره مخالفا للقانون وطلب منها اما تمكينه من ثمن التذكرة أو النزول فاستنجدت بأحد الحرفاء وطلبت منه ثمن التذكرة فاستجاب لطلبها واقتطع لها تذكرة عندها اتصلت هاتفيا بشخص ما وروت له حكايتها معه وقالت له بالحرف الواحد «تو نكلف هالو غالية» الا انه لم يأبه لهذا التهديد الصريح وعند الوصول الى محطة القصرين وكان الوقت السابعة واربعين دقيقة غادر القابض الحافلة ليلتحق بمقر الشركة للمحاسبة ليفاجأه شاب من الخلف ويسدد له لكمة على مستوى مؤخرة رأسه مما افقده وعيه وانهال عليه ضربا مبرحا دون رحمة وشفقة ثم تركه أرضا وغادر على متن سيارة أجرة تاكسي صحبة نفس الفتاة وصادف أن مر بعض المسافرين من المكان ليجدوا القابض في حالة سيئة فاستنجدوا بأعوان الحماية المدنية الذين نقلوه على جناح السرعة الى المستشفى الجهوي بالقصرين أين خضع إلى فحوصات أثبتت تعرضه الى كسرين على مستوى يده اليسرى وساقه اليسرى أيضا ثم عاد الى منزله وفي اليوم الموالي اتجه الى وكيل الجمهورية بالقصرين وتقدم بشكوى في الغرض مقدما اسم الشاب الذي تعرف عليه بعض المارة باعتباره يعمل في قطاع حساس في المدينة ومعروف لدى سكانها فتم القبض عليه بسرعة قسوى واحالته على النيابة العمومية للتحري معه وهو قيد الايقاف حاليا في انتظار اجراء المكافحة بين الطرفين، واذ تعرض السيد محمد الأزهر الى العنف الشديد فإنه ممنون لما آلت اليه سرعة تحرك وكالة الجمهورية واصرارها على ايقاف المعتدي في وقت قياسي وهو ما يعني تحسن هذا القطاع وتماشيه مع مبادئ الثورة وهو في نفس الوقت يوجه تحية تقدير الى زملائه في الشركة اطارات وموظفين وأعوانا وعملة على تعاطفهم معه هذا وقد تحدث الينا العديد من موظفي الشركة الجهوية للنقل بالقصرين وعبروا عن استيائهم مما جرى طالبين حمايتهم في مقرات عملهم وذلك بتركيز مركز للأمن خاصة أن هناك مركزا للشرطة داخل المحطة تم تركيزه منذ بناء هذه المحطة الجميلة جدا ولكنه لم يشتغل يوما واحدا فلماذا لا يتم تجهيزه ولو بعونين فقط لتوفير الحماية لعمال المحطة واطارات وموظفي الشركة وكذلك للأحياء المجاورة التي تفتقد للأمن في الأوقات العادية فما بالك في هذه الأيام وهددوا بالإضراب إن لم توفر لهم الحماية اللازمة؟