على النقيض من «الضربات السياسية» التي تلقاها نظام العقيد معمر القذافي من خلال الانشقاقات التي أعلنها عدد من أركان حكمه، تواصل كتائبه على الميدان تحقيق تقدم عسكري واستعادة السيطرة على مدن جديدة من يوم الى آخر.. وهذا الوضع دفع الثوار الى مراجعة استراتيجيتهم والتفكير في وقف اطلاق نار مشروط طرابلس (وكالات): قال المجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا إنه يدرس إعادة النظر في تغيير قيادته العسكرية بعد اقتراب قوات العقيد معمر القذافي من السيطرة على البريقة شرقي ليبيا مجدّدا واحرازها تقدما في مناطق أخرى بالشرق في حين لا يزال الثوار يصدّون محاولة الكتائب السيطرة على مصراتة وأجدابيا. فقد دفعت التطوّرات الميدانية الأخيرة في ليبيا والتي تمكنت خلالها كتائب القذافي من استعادة السيطرة مجدّدا على مدينتي البريقة وراس لانوف المجلس الانتقالي الى عقد اجتماع لمراجعة جوانب من الشؤون العسكرية للثوار بعد تراجعهم.. وقد حضر الاجتماع الذي عقد مساء أول أمس في مدينة بنغازي شرقا قادة المجلس العسكري وممثلون عن ائتلاف ثورة 17 فيفري كما حضره لأول مرة مندوبون عن أهالي مصراتة. وقال رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل إنّ الثوار ينقصهم التنظيم.. وعلى وقع هذه التطوّرات قال المعارضون إنهم سيوافقون على وقف اطلاق النار استنادا الى شروط منها أن تترك قوات القذافي مدنا في الغرب وتمنح الشعب حرية التعبير. كما طالب عبد الجليل بسحب قوات ما وصفها ب«المرتزقة» من الشوارع في ظل أي وقف لاطلاق النار. وأضاف أن المعارضين سيحتاجون سلاحا ما لم تتوقف قوات القذافي عن مهاجمة المدنيين مكرّرا نداء بالمساعدة في مواجهة قوات القذافي الأفضل تسليحا. كما قال إنّ المعارضين لن يتراجعوا عن مطلبهم الأساسي بأن يغادر القذافي وأسرته ليبيا. وفي تطور ميداني لاحق ذكر مراسل «الجزيرة» من أجدابيا أن الثوار دفعوا بتعزيزات عسكرية الى الجبهة الأمامية نحو منطقة البريقة وتمكنوا من ابعاد كتائب القذافي عن المدخل الغربي للمدينة. ورغم تراجعهم من بعض المناطق التي كانوا يسيطرون عليها، فإن مدينة أجدابيا الاستراتيجية لاتزال تحت سيطرتهم وقد شهدت المعارك بين الثوار وكتائب القذافي تقدما وتراجعا على شريط يربط بين أجدابيا وبن جوّاد. ويأتي ذلك في وقت واصلت فيه قوات القذافي تعزيز مواقعها جنوب أجدابيا (160 كلم جنوب بنغازي) وسط توقعات باستئناف هجومها باتجاه بنغازي حيث تسود الأهالي مخاوف كبيرة من حدوث كارثة إنسانية بعد تواصل تراجع الثوار... أما في مصراتة غربي ليبيا فنقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الثوار قولهم إنّ كتائب القذافي قصفت المدينة بمدفعية ثقيلة مما أسفر عن سقوط 20 شخصا على الأقل في حين تمكن الثوار من قتل عدد من القناصة المنتشرين في بعض شوارع المدينة. وقالت الوكالة إنّ قتالا عنيفا اندلع بين الثوار وكتائب القذافي وسط المدينة في وقت كانت تسمع فيه أصوات الانفجارات. من جهة أخرى نقلت ذات الوكالة عن شهود عيان أن انفجارات هزّت ضاحية صلاح الدين شرقي العاصمة طرابلس الليلة قبل الماضية بعدها شنّ التحالف الغربي غارات جديدة استهدفت موقعا عسكريا بالمنطقة.