تعتزم حكومة الرئيس الأمريكي باراك أوباما «سحب دعمها للرئيس اليمني» علي عبد الله صالح الذي يواجه حركة احتجاجية منذ شهر جانفي الماضي تطالب برحيله من السلطة التي قضى فيها 32 عاما. وقال مسؤولون أمريكيون ويمنيون ان البيت الأبيض يعتقد الآن أن صالح لا يستطيع تنفيذ اصلاحات وأن قبضته على السلطة أصبحت ضعيفة. ونسبت صحيفة «نيويورك تايمز» الى مسؤولين أمريكيين قولهم ان الحكومة الأمريكية حافظت على دعمها للرئيس اليمني سرا وامتنعت عن انتقاده مباشرة في العلن حتى عندما أطلق أنصاره النار على المتظاهرين، لأنها كانت تعتبره حليفا أساسيا في القتال ضد القاعدة في اليمن. وقال هؤلاء المسؤولون ان حكومة أوباما بصدد مطالبة صالح بضرورة تخليه عن منصبه رغم تجنب انتقاده علنا منذ اندلاع الاحتجاجات. وأشارت الصحيفة الى أن موقف الحكومة الأمريكية ولد انتقادات كبيرة لها واستدعى وصفها بالخبث اذ سارعت الى المطالبة بالاطاحة بما سمته الاستبدادي القمعي في ليبيا وانما ليس في دول حليفة لها مثل البحرين واليمن. الا أن الصحيفة نقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم ان هذا الموقف بدأ يتغير منذ الأسبوع الماضي. وتخشى الحكومة الأمريكية من تفتت اليمن طبقا لاعتبارات قبلية واقليمية وهي مخاوف أثارها صالح في خطبه مما يعني اتاحة الفرصة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب لشن المزيد من الهجمات خارج اليمن. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي لم تكشف عن هويته أيضا أن المواجهة المستمرة بين صالح ومعارضيه «كان لها أثر سلبي مباشر على الأمن في سائر أنحاء اليمن». وذكرت الصحيفة أن مسؤولين أمريكيين أبلغوا حلفاءهم اليمنيين أن «هذا الموقف الأمريكي غير قابل للاستمرار بالنظر الى الاحتجاجات الشعبية الكبيرة التي يواجهها صالح ، وأنه على الرئيس اليمني مغادرة السلطة». مشيرة الى أن هذا الأمر لا يعني أن واشنطن ستعيد النظر في عملياتها لمكافحة ما تسميه «الارهاب» في اليمن. ونقلت الصحيفة عن مسؤول يمني قوله ان حكومة أوباما تدفع باتجاه تغيير السلطة منذ بداية المفاوضات مع صالح بشأن مغادرته المحتملة للسلطة قبل أسبوع لكن ليس علنا لأنهم ما زالوا مشاركين في المفاوضات. وأشارت الصحيفة الى انه في الأيام الأخيرة ألمح مسؤولون أمريكيون الى تغير الموقف الأمريكي، وقال أحدهم ان مجموعات متعددة مثل القاعدة والحوثيين يستغلون الاضطراب السياسي الحالي فيما بدأت تظهر شروخ داخل الجيش والمؤسسات الأمنية. وأضاف المسؤول الأمريكي الذي لم تفصح الصحيفة عن هويته «الى أن يتمكن الرئيس صالح من التوصل الى حل للمأزق السياسي. فيعلن متى وكيف سيفي بالتزامه ويأخذ خطوات ملموسة لتلبية مطالب المعارضة، سيكون الوضع الأمني في اليمن في خطر التدهور.» فيما قال مسؤول أمريكي آخر ان الخطوات الملموسة قد تكون الرضوخ لطلب التنحّي. من جانب آخر ذكرت مصادر يمنية أن وفدا يمثل شباب التغيير في اليمن يجرون لقاءات في واشنطن مع مسؤولين في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية والكنغرس. وأكدت المصادر لمراسلنا أن الوفد نقل احتجاجا شديد اللهجة من شباب التغيير الى المسؤولين الأمريكيين بسبب الموقف الأمريكي المتذبذب الذي يفهم منه في اليمن على نطاق واسع أنه داعم لبقاء الرئيس علي عبد الله صالح أو أفراد أسرته في حكم اليمن رغم الرفض الشعبي العارم لهم. وقال هؤلاء في رسالتهم الاحتجاجية ان «السياسة الأمريكية الحالية في اليمن لا تتعارض مع المبادئ التي تأسست عليها أمريكا فقط بل تتعارض أيضا مع المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة التي يفترض أن تعمل على تحسين علاقاتها مع جيل الشباب الذي سيحكم البلاد لسنين طويلة قادمة بدلا من التضحية بالمصالح العليا من أجل حاكم أصبح سقوطه وشيكا، وأفراد ملطخين بالفساد والاجرام».