قضت هيئة الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بالكاف مؤخرا بادانة شاب اعزب يبلغ من العمر 22 سنة وسجنه لمدة عامين من أجل السرقة باستعمال العنف الشديد الناجم عنه تشويه بالوجه. المتهم في هذه القضية ه مستوى تعليمي محترم وهو من المغرمين بمشاهدة الافلام البوليسية ولعل هذا هو الشيء الذي جعله يكسب خبرة واسعة في ميدان السرقة باسلوب متطور لم يتمكن رجال الامن من معرفة أسرار الا بعد جهود مضنية لتحصنه بالجبال في أغلب الاوقات. لقد أعتاد ان يقضي نهاره في اعداد الدراسات الفنية والتخطيط الدقيق والمحكم للقيام بعمليات سطو غريبة وفريدة من نوعها وربما كان هذا أحد الاسباب التي جعلته ينفذ عديد العمليات دون ان ينكشف أمره، مما شجعه على التمادي في الانحراف معتمدا على فراسته في اختيار ضحاياه من بين مئات المواطنين حتى يتمكن من محاصرته بمكان تقل به الحركة ثم يسحب موسى حادة من بين طيات ثيابه ويهدد بها ضحيته اذا لم يسلمه ما بحوزته من أموال ثم يتوارى بعد حصوله على مبتغاه بين المباني الشعبية التي تفضي به الى الغابة المجاورة للمدينة. وبقي المتهم على هذا النحو في مأمن من الشبهات الى أن جاء اليوم الذي نزل فيه كعادته الى المدينة وظل يجوب شوارعها طولا وعرضا بحثا عن ضالته الى ان ادركه الظلام عندها خطرت بذهنه فكرة السطو على احد اصحاب التاكسيات فتقدم منه وطلب ان ينقله الى قرية بضواحي المدينة فانطلت الحيلة على السائق وانطلق به الى المكان المحدد، الا أن المتهم حالما وصل الى مكان بعيد عن العمران اوقفه وأمره بالنزول من السيارة ثم باغته بضربة بواسطة الموسى على مستوى وجهه فشوهه ثم استولى على مبلغ يقدر ب 33 دينار وانطلق موليا وجهته شطر الغابة حيث مكان اعتصامه تاركا ضحيته في وضع سيء ولم يجد خيارا غير الرجوع الى المدينة والاتصال برجال الامن ليقدم لهم اوصاف المتهم بدقة وعلى اثرها كثف رجال الامن نشاطهم باعتبار انهم تلقوا عدة شكاوى مماثلة، ولم تمض سوى فترة قصيرة حتى تمكنوا من القاء القبض على المتهم وبالتحري معه اعترف بسلسلة من السرقات باستعمال العنف الشديد وبعرضه على هيئة الدائرة الجنائية سلطت عليه العقوبة المذكورة.