سيبقى يوم الجمعة 8 أفريل راسخا في أذهان العديد من جماهير النادي الرياضي البنزرتي كيف لا وهم الذين اختاروا بأنفسهم من سيقود سفينة فريقهم اثر سهرة مشوّقة استغرقت عملية فرز الأصوات فيها خمس ساعات بالتمام والكمال. لعبة الديمقراطية التي احتضنها ملعب أحمد البصيري أفرزت ائتلافا بين أشد الفريقين منافسة حيث منحت الفريق الاول منصب الرئيس لمرشحهم مهدي بن غربية ومنحت الفريق الثاني منصب نائب الرئيس لمرشحهم محمد رضا الشريف. وقبل ذلك غصت قاعة نزل مرفه بنزرت الى أن ان عجزت عن احتضان الجموع الغفيرة التي جاءت لحضور مداولات الجلسة العامة. «الشروق» كانت في الموعد ورصدت لمن حضر ولمن لم يحضر أدق التفاصيل وأهم الخفايا في التحقيق التالي: الايجاز والدقة أمام ضغط الوقت وضيق الفضاء كان المطلوب من المشرفين على الجلسة العامة الايجاز والدقة هذا ما جعل رئيس النادي الدكتور مصطاري الغربي يكون صارما وحازما في إدارته للجلسة حيث أعلن منذ البداية انه لن يسمح لأكثر من 5 متدخلين لإلقاء أسئلتهم بعد تلاوة التقريرين الأدبي والمالي واللذين كانا لأول مرة نظيفين خاليين من كل فقرات النفاق السابق والمدح الكاذب للمخلوع وواليه وتجمعه المنحل. موازنة ايجابية بلغت ايرادات النادي بتاريخ 31 مارس 2011 (1754301 دينارا) مقابل 1862139 دينارا لكامل الموسم الفارط وقد تركت الهيئة المنسحبة فائضا ماليا يقدر ب 297448د بعد الإيفاء بكل تعهداتها تجاه المزودين والأجراء واللاعبين الى غاية فيفري 2011 وهذا إيجابي صفّق له كل الحاضرين. دعوة الى هيئة ائتلاف بنزرتي في النهاية 9 أحباء تناولوا الكلمة فيهم من سأل وفيهم من نقد. الجميع تحدّث بكل حرية ودون حرج أهم المداخلات تقريبا تلك التي جاءت على لسان حمودة مقنين الذي أكد على ضرورة قطع الطريق امام رموز الماضي المتورطين مع التجمع في حين دعا زياد بن سعيد الى أن تكون الهيئة القادمة مهما كان اسم الرئيس ونائبه هيئة ائتلاف بنزرتي لكل فيها صوت. تنظيم محكم قبل عقد الجلسة العامة كان السؤال الذي يحلّق فوق رؤوس الجميع هل تنجح الجلسة وتمرّ العملية في سلام خاصة أن التخوفات كانت كبيرة وشبح العنف مازال لم يغادر المدينة لأجل ذلك حرصت الهيئة المديرة على الاستعانة بفيلق من الشبان مفتولي العضلات للاشراف على التنظيم بقيادة نبيل بن جلول وصلاح الشيخ ووديع الدريدي أعضاء لجنة التنظيم في الهيئة المستقيلة تجندوا طوال 12 ساعة لتأمين العملية الانتخابية وتمكنوا من النجاح في مهمتهم بنتيجة مشرّف جدا، اقتسموها مع جمهور النادي الوفي الذي كان مثالا في الروح الرياضية. هل منع التركي من الدخول؟ قبل مغادرة قاعة النزل والتحوّل الى ملعب البصيري نادى الأستاذ توفيق بوزيان رئيس لجنة الانتخابات على المترشحين لتقديمهم للاحباء فحضر جميعهم الا عبد اللطيف التركي الذي تبيّن انه لم يسمح له بالدخول للقاعة وبسؤالنا له عن سبب منعه قال: «لاحظت ان النصاب غير مكتمل فذهبت لجلب عدل منفذ معي لحضور الجلسة لكنني فوجئت بمنعي من الدخول للقاعة وهذا ما جعلني أنسحب من الانتخابات قبل بدايتها». من جهته نفى الناطق الرسمي باسم النادي البنزرتي الأستاذ محمد الحبيب مقداد ان تكون الهيئة قد منعت التركي من التحول وكل ما حصل ان القاعة كانت مكتظة وعبد اللطيف جاء ومعه عشرون مشجّعا أراد ان يدخلوا معه القاعة لكن إدارة النزل طلبت منه الدخول بمفرده وهذا ما جعله يرفض. 5 ساعات للتصويت و4 للفرز استغرقت عملية التصويت التي احتضنتها حجرات ملابس ملعب أحمد البصيري قرابة 5 ساعات حيث انطلق في حدود الساعة الخامسة ظهرا وانتهت في الساعة العاشرة مساء في حين استغرقت عملية الفرز 4 ساعات ونصف. النتائج النهائية منذ البداية كان واضحا ان المنافسة محصورة بين مجموعة مهدي بن غربية ومجموعة خالد التراس وقد ابتسم الحظ في النهاية لكليهما حيث فازت الأولى بكرسي الرئاسة والثانية بمنصب نائب الرئيس وفي ما يلي النتائج شبه الرسمية: أ صندوق الرئيس: مهدي بن غربية: 466 صوتا خالد التراس: 443 صوتا محمد الحشاني: 3 أصوات علي العدواني: 3 أصوات عبد اللطيف التركي: 6 أصوات ب صندوق نائب الرئيس: محمد رضا الشريف: 472 صوتا سمير يعقوب: 310 أصوات وليد بن جدّو: 35 صوتا محجوب العبيدي: 25 صوتا حسان السميراني: 34 صوتا روح رياضية يحق لأحباء النادي البنزرتي ان يؤرخوا لمثل يوم الجمعة 8 أفريل بعد نجاحهم وبامتياز في أول تجربة ديمقراطية شهدت روح رياضية عالية بين المتنافسين وتبادل للتهاني بين الفائز والمنهزم.