مثلما هو في المرمى كما الاسد في عرينه... فيض من العطاء الغزير والتركيز التام على امتداد اللقاء مهما طالت دقائقه... وحافزا معنويا كبيرا لزملائه... تجده خارج المستطيل الاخضر نموذجا للمحترف الذي يحترم من حوله ويتواصل معهم بأدب كبير وأخلاق عالية حتى أننا عندما اقترحنا عليه هذه الجلسة رحّب على الفور وأغلق هاتفه الجوال... قائلا: «أنا على ذمة الشروق»... هو ذا الحارس النيجيري للنجم الرياضي الساحلي إيجيد اوستين الذي التقيناه في سياق الحوار التالي. مع خالص التحية للصديق محمد منصّر الذي ساعدنا على تنسيق هذا الحديث... * في البداية من يكون ايجيد أوستين وكيف كانت انطلاقتك مع الكرة؟ من مواليد مدينة أونيتشا النيجيرية يوم 8 أفريل من سنة 1984، أمضيت أول اجازة فنية في حياتي لفائدة فريق هاو وهو نا دي «سامكون». * كيف تحكم على تجربتك الى حدّ الآن مع النجم الساحلي؟ بصدق... منذ أن وطأت قدماي مركب النجم الرياضي الساحلي شعرت بسعادة غامرة مصدرها احساسي العميق بأنني فعلا في ناد كبير بكل ما لديه من مقومات وتجهيزات واطار مسير وفني وجمهور... وحين أقيّم التجربة مع النجم أجد بأنني تعلمت عدّة أشياء ايجابية ساهمت في تنمية امكاناتي ومؤهلاتي أضف الى ذلك ان النشاط في البطولة التونسية وضمن فريق من طراز النجم يوجد ضمن أفضل سبعين ناديا في العالم حسب آخر تصنيف للفيفا معطيات من شأنها ان تفتح الآفاق امام اي لاعب نحو الطموح للعب في أوروبا والتجربة أكدت مع عدة لاعبين ان البطولة التونسية نقطة عبور نحو البطولات الاوروبية. * واضح اذن ان من أحلامك الاحتراف في أوروبا... فأي البطولات تفضّل؟ فعلا امنيتي ان ألعب في أوروبا... وسواء كنت في ايطاليا او المانيا او انقلترا او فرنسا... سأكون سعيدا بذلك . * على فكرة... ما حقيقة رغبة مانشستر يونايتد الانقليزي في انتدابك؟ مانشستر... لا علم لي بالعرض... وأتمنى أن ألعب في صفوف هذا النادي الكبير والعملاق. * كيف تشعر وأنت مقيم بمدينة سوسة وما هو احساسك بمكانتك في قلوب احباء النجم الساحلي؟ سوسة مدينة رائعة واحباء النجم حيث ذهبت يشعرونني بكثير من الحب والاعجاب... وبلوغ مرتبة النجومية أمر صعب... وفي تقديري يتعين المحافظة على رصيد المحبة التي يجدها اللاعب من الجمهور بالتلقائية في التصرفات والحرص الدائم على مضاعفة العطاء تدعيما لثقة الجميع وحسن ظنهم بايجيد أوستين. * بمن تأثرت من حراس المرمى؟ قطعا الحارس الالماني العملاق «أوليفار كان» الذي يتمتع بثقة عالية في المرمى وشخصية قوية. * ما هو رأيك في الحارس الايفواري للترجي الرياضي «جون جاك تيزيي» والحارس الغاني للافريقي «ساني ادجي»؟ حارسان كبيران... لديهما بعد نظر وردّ فعل سريع في وقت قياسي خلال المقابلات اضافة الى احكامهم توجيه الدفاع. * من يعجبك من حراس المرمى التونسيين؟ أطرق برهة ثم قال... يعجبني خالد فاضل الذي يتميز بقراءاته الصحيحة للمنطقة التي يتحرك فيها. * ... وحارس المنتخب التونسي علي بومنيجل؟ حارس له شخصية قوية في المرمى وفي تعامله مع زملائه ونظرته الثابتة مع معرفته بكيفية توجيه رفاقه اضافة الى كل ذلك فان علي بومنيجل رصين ومتخلق. * من خلال الفترة التي قضيتها في تونس كيف تقيّم مستوى البطولة؟ البطولة التونسية مستواها جيد مقارنة ببقية البلدان الافريقية... لكن حين نقارنها بالبطولات الاوروبية نلاحظ فرقا مثلما هو الامر لباقي البطولة الافريقية... في أوروبا يصنعون اللاعب ويصرفون أموالا طائلة لتأطيرة وتكوينه ولذلك فان البطولات الاوروبية هي الافضل في العالم. * كيف رأيت تتويج المنتخب التونسي بكأس أمم افريقيا الاخيرة؟ لاعبو المنتخب التونسي قدموا بطولة افريقية من الطراز الممتاز وأظهروا بالكاشف ان «الليب» والعزيمة رغم حال التعب الناجمة عن تتالي المقابلات، هما مفتاح النجاح... لاعبو المنتخب التونسي كانوا راغبين في احراز اللقب القاري فكان لهم ذلك عن جدارة واستحقاق. * لنتحدث الآن عن حظوظ النجم الساحلي في الظفر بكأس رابطة الابطال الافريقية؟ مسيرتنا مازالت متواصلة في هذه المسابقة التي يبقى احراز لقبها من بين طموحاتنا على الصعيدين الوطني والقاري والأكيد انه بمزيد من اللحمة والانسجام سيكون باستطاعتنا ذلك. * تسافرون اليوم (الجمعة) الى نيجيريا لمواجهة «اينيمبا»... فكيف ترى هذا الموعد؟ «إينيمبا» منافس قوي والدليل انه تحصل على اللقب في الموسم الفارط... ولكننا مسافرون الى نيجيريا من أجل الفوز... وأقل ما يمكن ان نعود به نقطة التعادل... لدينا فريق قوي ومتكامل واطار فني يعمل بشكل جيد وحظوظنا كبيرة في جميع التزاماتنا. * بماذا تعلق على تراوح مردود أبناء بلدك «أوبياكور» و»ايميكا» ونوا «أنيوكاشي»؟ أي لاعب في العالم مهما كان حجمه وقيمته فانه مثلما ينجح في تقديم مردود جيد مثلما يحصل العكس معه في لقاء آخر... ولو لم يكن «أوبياكور» و»إيميكا» و»نوا أنيوكاشي» من ذوي الامكانات الجيدة ما كان النجم الساحلي قد انتدبهم. * زميلك في المنتخب النيجيري حارس «اينيمبا» «فانسون اينييما» قدم مردودا ممتازا ضد النجم في سوسة وقبل هدفا من زبير بية بطريقة لا تنسى... بماذا تعلّق؟ يحدث ما حدث لفانسون انييما مع كبار الحراس في العالم... والحارس الالماني العملاق «أوليفار كان» قبل هدفا في شكل «عضمة». * ماذا تقول عن المنافسة بينك وبين «فانسون انييما» على مرمى المنتخب النيجيري؟ المهم ان تفرض نفسك وتترك الحكم للجمهور... وحتى لو كنت احتياطيا فالمهم ان الجمهور يعرف انك الافضل... في العموم ليس لدي أي مشكل بأن أكون احتياطيا أو أساسيا... المهم ان اعمل جيدا وأتعلم واستفيد. * الاحساس بأنك الافضل... هل تشعر به في البطولة التونسية مقارنة ببقية الحراس؟ أولا لست مؤهلا بأن أحكم على نفسي... لان ذلك موكولا للجمهور والفنيين... بقي أنني أحرص دوما على الاستفادة حين أرى اخطاء الآخرين اتعلم منهم حتى أتفادى تلك الاخطاء... مثلما تجدني أعمل على اكتساب الصفات الجيدة من غيري من الحراس... لانني تعلمت بأن حراسة المرمى مدرسة نتعلم منها كل يوم. * من من اللاعبين الاقرب الى قلب «ايجيد أوستين»؟ أحب الجميع دون استثناء... وليس لدى صديق معيّن لانهم جميعا أصدقائي الذين أحبّهم بصدق وأمزح معهم باستمرار. * من هو المهاجم الذي تخشاه وتقرأ له حسابا باستمرار؟ من مقومات خطتي كحارس مرمى ضرورة الاحتياط من كل لاعب داخل منطقة الجزاء وليس في ذهني لاعب معيّن بقدر ما لديّ قراءتي الخاصة للعب وتركيزي على امتداد فترات اللقاء حتى أقوم بواجبي على النحو المطلوب وأساهم في انجاح مسيرة فريقي. * في صورة خروجك للاحتراف في أوروبا هل تفكر في العودة الى تونس؟ هذا مما لا شك فيه... تونس رائعة وجميلة وكل من يزورها لا يفكر الا في العودة اليها. * ختامها بشؤون المعدة... فأي الأكلات التونسية التي أعجبتك أكثر من غيرها؟ معظم ما تبدعه الاصابع التونسية لذيذ... لكن الامتياز «للطاجين» وفي مرتبة ثانية يأتي «الكسكسي».