يستمر اعتصام عمال مصنع عبيدة للمصبرات الغذائية في معتمدية الدهماني بولاية الكاف منذ يوم الخامس من أفريل للمطالبة بما يسمونه «وضع حد للمظالم المهنية المستمرة منذ قرابة 17 عاما في المصنع». وكان قرابة 70 من عاملات وعمال مصنع عبيدة قد أعلنوا عن هذا الاعتصام المفتوح وإيقاف العمل للمطالبة بتنفيذ محتوى الاتفاقية المشتركة للمصبرات الغذائية ومحتوى محاضر الجلسات التي تخص حقوقهم المهنية مثل عدد ساعات العمل اليومي بالإضافة إلى الحقوق الاجتماعية العادية مثل الترسيم.. والحقيقة أن اعتصام عمال المصنع قد أحدث بلبلة في القطاع الفلاحي في الكاف لما يمثله هذا المصنع في الجهة من استيعاب للإنتاج وخصوصا الطماطم، وقال عدد من الفلاحين إن صابة الطماطم أصبحت مهددة بالضياع في ظل توقف المصنع عن الإنتاج. كما تحرك عدد من الفلاحين في الجهة للمطالبة بحل لهذا المشكل لإنقاذ الموسم الفلاحي، وقال أحد منتجي الطماطم ل«الشروق» إن الفلاحين يريدون عودة المصنع إلى العمل في أقرب وقت لكن دون إضرار بحقوق العمال، التي يجب ضمانها في إطار القانون. وقال العمال المعتصمون في اتصال ب «الشروق»: «كنا نتصور أن الثورة سوف تضع حدا لانتهاك الحقوق الأساسية وأننا سوف نتخلص أخيرا من نظام العمل الذي يصل أحيانا إلى 12 ساعة يوميا مقابل أجور متدنية، دون أية حقوق ودون اعتراف بالوقت الزائد، لكن الوضع استمر على ما هو عليه وهذا غير معقول». ويشكو العمال من تعمد صاحب المصنع حرمانهم من أبسط حقوقهم المهنية ثم تنكره لما تم إمضاؤه من اتفاقات معهم، وتحدثوا في اتصال هاتفي عن تعرضهم إلى ضغوط وتهديدات يومية لفك الاعتصام. كما أكدوا أن حركتهم الاحتجاجية لا تهدف إلى تعطيل الموسم الفلاحي أو الإضرار بفلاحي الجهة، بل المطالبة بالحد الأدنى من الحقوق، وأنهم يطالبون بجلسة تفاوض تشرف عليها الدولة في أقرب وقت.