تونس كانت قبلة عديد الشخصيات في العالم بعد 14 جانفي،ومن بين الشخصيات التي زارت تونس مؤخّرا السيدة Kérya CHAU SUN مسؤولة التنمية الثقافية في كمبوديا التي عملت طويلا تحت أشراف الأستاذ عزالدين باش شاوش في مملكة كمبوديا في موقع أنغكور وات الذي يزوره في العام الواحد أكثر من أربع ملايين زائر ،الشروق إلتقتها في هذا الحوار في المركز الثقافي الدولي بالحمامات. ٭ هذه زيارتك الأولى لتونس ؟ لا هذه ليست زيارتي الأولى لتونس سبق أن زرت تونس سابقا وأعرف الجنوب وخاصة نفطة وتوزرودوز وقبلي وتمغزة وعندي ذكريات جميلة في هذه المناطق السّاحرة وزرت أيضا ضاحيتي سيدي بوسعيد وقرطاج وأحتفظ بذكريات جميلة ثمّ عرفت تونس أكثر من خلال عملي مع الأستاذ عز الدين باش شاوش وزير الثقافة في تونس وكنّا دائما نتحدّث عن آثار قرطاج وكنت أقول له دائما أريد أن أعود مجدّدا الى تونس لأرى آثارها بعين جديدة لأنني الآن أعمل في الآثار في كمبوديا وتحديدا في موقع «غونغورد» وأنا مكلّفة بالتنمية الثقافية وبالمتحف الخاص بهذا الموقع الشهير المعروف في العالم. عملت تحت أشراف الأستاذ باش شاوش وأعتقد أن بلادكم تملك تراثا عريقا جدا ونجحتم في استثماره وأعتقد بعد الثورة ستتمكّنون أكثر من استغلال وتوظيف مواقعكم الأثرية ولكم أيضا طقس رائع وساحر وهو طقس مثالي للراحة وأرى أن تونس بلاد رائعة في كل شيء . ٭ هذه الزيارة إذن ليست زيارة رسمية؟ زيارتي هذه زيارة خاصة أردت من خلالها أن أحيي الشعب التونسي على ثورته الذكية وأعتقد أن الشيء العاجل بالنسبة لكم الان هو الأستقرار وثروتكم الحقيقية هي الشباب التونسي المثقّف. ٭ كيف ترين التعاون الثقافي مع تونس؟ تحدّثت في هذا مع الأستاذ عزالدين باش شاوش وأقترحت عليه اتفاقية توأمة بين قرطاج وغونغورد وتبادل برامج ثقافية خاصة أن وزيركم للثقافة هو ثروة عالمية وتونس مؤهلة أن يكون لها حضور ثقافي كبير في العالم آثار قرطاج وحدها التي تعود الى فترة ما قبل الميلاد قادرة على أن تجعل من تونس وجهة عالمية للسياحة الثقافية. ٭ كيف ترين الثورة التونسية ؟ ثورتكم كانت مفاجئة لذلك شدّت أهتمام العالم وربّما هناك بعض التفاصيل غير المعروفة سابقا للعالم الكل يعرف الطقس التونسي الجميل والطبيعة السّاحرة لكن لا أحد ربّما كان يعلم حجم الثروة البشرية في تونس التي صنعت الثورة التي جاءت من أجل الحرية والكرامة والجميل فيها أنها حدثت بأقل ما يمكن من الخسائر البشرية هناك ثورات أنجرّت عنها مذابح ومجازر وهذا لم يحدث في تونس وهو ما يزيد في تقدير العالم لكم وأنا لي ثقة كبير في مستقبل تونس وما سيحدث الفارق هو النخبة التونسية المستنيرة وهي التي ستحمي تجربة الأنتقال الديمقراطي . ٭ تجربة تونس في حرية المرأة كيف تنظرين لها ؟ عرفت الكثير من التونسيات في باريس ولاحظت أن المرأة التونسية شجاعة ولها مبادرة وإرادة وهذا نادر ربّما في العالم العربي وهي الضامن أيضا للتجربة الديمقراطية . ٭ التحوّلات الديمقراطية في العالم العربي كيف تقرئينها ؟ العالم العربي ينظر له دائما على أنّه موقع للقاعدة والإرهاب ولا أحد يتحدّث عن الثقافة والفكر والنخب ،النموذج التونسي كان رائعا في طريقة الانتقال وأنا كنت دائما ومازلت منبهرة بالثقافة العربية الاسلامية وأعتقد أن العرب جديرون بحياة كريمة وبالاحترام ولا يمكن وضعهم في «كليشهات» تسيء لهم. ٭ أوّل مرّة تزورين المركز الثقافي الدولي بالحمامات كيف وجدته؟ أقترح عليّ السيّد الوزير زيارة المركز وبصراحة لم أكن أتصوّر أنّه على هذا القدر من الروعة والجمال وهذا نموذج نادر في العالم وسعدت عندما علمت أنّه مصنّف كتراث عالمي.