فقدت الحياة الجمعياتية في تونس رجلا عاش من أجل عيون الطفولة من أجل أن تحيا كريمة عزيزة في وطنها المغفور له المناضل البشير الغزالي المولود بمدينة قصر هلال في 1 ديسمبر 1936 من أسرة متواضعة كريمة مناضلة وكان والده المرحوم يوسف الغزالي من روّاد المناضلين الذين أوقفوا حياتهم من أجل المقاومة ضدّ المستعمر. وكان السيد يوسف الغزالي يأخذ معه ابنه البشير رحمة اللّه عليهما ولم يتجاوز بعد عمره الخمس سنوات الى حيث كانت جمعية المسرح التي تناضل بالكلمة الموجهة وتستحث المواطنين في قصر هلال والقرى المجاورة على التضحية من أجل الوطن. وهكذا تربّى المرحوم البشير الغزالي على معاني الوطنية ثم التحق بالدراسة في بلدة قصر هلال ومنها تحول الى جامع الزيتونة وانخرط في الحركة الطلابية وبجمعية الكشافة وبجمعية المصائف والجولات وشارك في العديد من الدورات التكوينية في مجالات عدّة من الفنون وكان من الرواد فيها حيث تلقى تكوينا معمّقا في فرنسا في مجال الرقص الايقاعي والتعبير البلاستيكي. وتواصل نشاطه في الجمعيات واختار أن يكون من روّاد حركة المصائف التي وجد فيها توافقا مع ميولاته المتحرّرة ومجالا للابداع بأكثر فخر وتجاوب مع قدراته وميولاته الابداعية. كما انخرط في الرشيدية وعاشر العديد من الفنانين من بينهم الدكتور صالح المهدي والهادي الجويني وصفية الشامية وشافية رشدي وفتحية خيري ووناس كريم وبلقاسم عمار. واستهوته الموسيقى، فلّحن عددا من الأغاني ولكن السّمة الأساسية في الموسيقى كانت موجهة الى الارتقاء بالذائقة الفنية لدى الأطفال فألف ولحّن العديد من أناشيد الأطفال في الحماسة والتربية على حبّ الوطن والبيئة والطبيعة وكان من أبرز من تعامل معهم من الشعراء رشيد رحومة ورضا البحري وازداد حبه وشغفه بالعمل الخيري والاجتماعي والسياسي فكان من المؤسسين لعديد الجمعيات والمنظمات كالاتحاد القومي للمكفوفين واتحاد المتخلفين ذهنيا والقاصرين عن الحركة العضوية. واستمرّ نشاطه في الكشافة التونسية كعضو للمجلس الأعلى وإن كان قبل ذلك قد عايش المنجي بالي وعبد اللّه الزواغي وأحمد شاطر والبشير العريبي وعبد الحميد القسنطيني والشاذلي باشا وغيرهم كثيرون ومن علامات اهتمامه بالشأن الثقافي في قطاع الطفولة أنه كان أحد مؤسسي مجلة عرفان. أما ترأسه للمنظمة الوطنية للطفولة التونسية فكان في أوت سنة 1970 خلال مؤتمر خزندار ليتواصل عطاؤه فيها الى سنة 1995 كمسؤول أول ولكنه لم يغادرها مطلقا فقد واصل تحمل رسالته النبيلة بصفته رئيسا لمجلسها الوطني ومن أهم ما حققه على امتداد 25 سنة يمكن أن نشير الى انجازه لعديد من مراكز الاقامة والتكوين لفائدة الطفولة والشباب من بينها: مركز الاقامة والتربصات بوادي مليان الزهراء وقد أنشأ فيه عديد الفضاءات منها ماهو خاص بالاقامة والتكوين وتنظيم الندوات والمؤتمرات والملاعب الرياضية. وقد عزّز المركز المذكور بإحداث قسم خاص بتنمية رحلات الأطفال حيث ركز فيه وحدة هامة لنقل الأطفال والشباب استفادت منها أعداد هائلة من أبنائنا الأطفال في كل مناطق البلاد.