دعت ايران أمس مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ «تدابير حازمة وفورية» لوقف ما سمّته قمع النظام للشعب البحريني ولحماية نشطاء المعارضة البحرينية، وقالت إنها لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يجري هناك محذّرة من أن القمع قد يؤدي الى زعزعة الاستقرار في المنطقة بأسرها. وفي خطاب وجهه الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعا وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي الى «تحرك جاد وفوري من مجلس الأمن بشأن قمع مطالب الناس في البحرين باستخدام القوة العسكرية». وقال صالحي: «لا يمكن أن تقف جمهورية ايران الاسلامية مكتوفة الأيدي أمام الأحداث في البحرين وعواقبها لأن الوضع يمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة اذا استمر الوضع الحالي»، حسب قوله. وتابع: «ستؤدي مثل هذه العواقب الى زعزعة استقرار منطقة الخليج وسيؤثر هذا بالطبع على العالم». وشنّت البحرين حملة أمنية بعدما قمعت الشرطة فيها احتجاجات تنادي بالديمقراطية استمرت لأسابيع، واتهمت ايران بالتحريض على المظاهرات. وأشار صالحي الى ما سمّاها وسائل قمع الشعب البحريني غير المعقولة بما في ذلك مداهمة المنازل وخطف الأفراد وتدمير المساجد وفصل موظفين وعمال وتعطيل الحياة اليومية للمواطنين. وقال الوزير الايراني ان «الوضع في البحرين لا يمكن حلّه عسكريا وإن استخدام قوات أجنبية لقمع الأهالي ليس حلا ومن شأنه تعقيد الوضع». وكان صالحي قد اشتكى للأمم المتحدة الشهر الماضي بعد دخول قوات سعودية البحرين، في اطار جهود من مجلس التعاون الخليجي للمساعدة على اخماد الاحتجاجات وقال إنّ الرياض تستخدم الاحتجاجات في البحرين كذريعة للتدخل، على حدّ تعبيره. ورأى صالحي أن «انتفاضة شعب البحرين مطابقة لثورتي تونس ومصر وثورة غالبية الشعب في البحرين تهدف الى تلبية مطالب مشروعة». وبعد صلاة الجمعة في طهران أمس أيّد رجل الدين الايراني المحافظ أحمد جنتي تصريحات صالحي وحذّر السعودية ممّا سماه استفزاز ايران. وفي سياق متصل أعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها من سعي الحكومة البحرينية الى حلّ كل من جمعية الوفاق الوطني الاسلامية وجمعية العمل الاسلامي المعارضتين. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر للصحفيين ردّا على سؤال بشأن قرار البحرين السعي الى الحصول على موافقة قضائية لحلّ الجمعيتين «نحن قلقون بشأن هذا، وسنرحب بعدولهم عن هذا الاجراء». وقد انتقدت جمعية الوفاق المعارضة ما ورد في بيان الحكومة البحرينية. وأكدت أنها لم تنتهك القوانين واللوائح البحرينية ولا تزال ملتزمة بالتوصل الى حلّ سياسي للأزمة في البلاد.