عائلات عديدة ما تزال تجاهد وتغالب الصعاب من أجل كشف حقيقة استشهاد أبنائهم خلال أحداث الثورة. من هؤلاء عائلة الشهيد هشام محيمدي (من مواليد 8 ماي 1984 بعين دراهم) التي أعيتها التنقلات وأرهقتها الأسئلة والاستفسارات لدى الجهات الادارية والقضائية دون أن يتبدى بعد «لغز» مقتل هشام عون السجون والاصلاح بالسجن المدني ببنزرت يوم 15 جانفي 2011. عائلة الشهيد هشام مهمومة وتطالب باماطة اللثام عن حقيقة ما جرى لابنهم «الشهيد»، إذ برغم الاقرار بأن الأوضاع كانت متداخلة في السجن المدني ببنزرت ليلة وقوع الحادثة تقول شقيقة هشام: «اتصل بي شقيقي مع حدود الساعة الواحدة صباحا وكان يرغب في الاطمئنان علينا وأخبرني بأن هناك حالة فوضى داخل السجن وأن النيران تشتعل باحدى غرف السجن وأنه تمّ طلب التعزيز من قوات الجيش الوطني. معطيات وتساؤلات وبحسب ما حصلت عليه «الشروق» من معطيات، فإن عائلة الشهيد هشام لم يتم اعلامها بوفاة ابنهم إلا مع حدود الساعة العاشرة والنصف صباح يوم 15 جانفي من قبل أحد زملاء «الفقيد» وان السلطات الادارية لم تقم بماهو مطلوب منها في اعلام مركز السيادة الذي يوجد به محل سكنى المتوفى (مركز الحرس الوطني بعين دراهم). وتحدثت عائلة الفقيد عن الصعوبات التي وجدتها في العودة بجثمان هشام ودفنه، إذ لم يتسن لها ذلك إلا يوم الخميس 20 جانفي أي بعد مرور 5 أيام. وتُطرح عدّة أسئلة في قضية «الشهيد هشام» عون السجون والاصلاح من حيث توفر اثباتات عديدة وخاصة منها ظروف وقوع الحادث اضافة الى تقرير الطب الشرعي الذي بيّن نوعية الاصابة «القاتلة» والتي ربما تكشف عن «هوية الرصاصة» التي اخترقت جسد الشهيد. جاء في التقرير واصفا الاصابة في جسد الفقيد: Orifice d›entrée du bras gauche d›un projectile d›arme à feu 1cm de grand axe avec noricissement avec des bords éversés et déchiquetées et fracture de l›umérus gauche se continant au niveau thoraco-axillaire gauche sur la ligne axillaire moyenne avec un orifice de 2cm de grand axe à bords éversés et déchiquetés, occasionnant une contusion pulmonaire gauche avec hémothorax abandant sans que le projectile ait été retrouvé à l›autoptie. مصدر الطلقة النارية وتتمسك عائلة الشهيد هشام محيمدي بحقها في معرفة مصدر الطلقة النارية والرصاصة التي أفقدتهم عزيزا عليهم، أفقدتهم فردا منهم كان يتطلع الى الحياة بتفاؤل كبير. وكان الشهيد هشام يعمل في السجن المدني بمجاز الباب قبل أن يباشر عمله بالسجن المدني ببنزرت بداية شهر جانفي 2011 أي 15 يوما فقط قبل يوم الحادثة المؤلمة. فهل تسارع الجهات القضائية في أعمالها لكشف حقيقة وفاة الشهيد هشام؟