يا اللّي طْلعت لْلعلو راس الصّمْعه وان كان تضوي في مْثيل الشّمعه برْق الْ يلعج في السّمآ باللّمعه هذي أمور مقيّده مجتمعه مَن لا يِتْحاسب نْهار الجمعه احْسبْ نفٌسك للنزول قْربتْ اقرا حْسابك راكْ زاده ذبْت يجْلا سْحابه بعد غيم الضّبْت جاوبْني باكْ عليكْ كْذبْت لازِمْ يتْحاسبْ نْهار السْبت أحمد بن موسى «أعلام الشعر الشعبي كان من عمري عشرين، امبارح امبارح حنت عصفور في وكري انغني آش كون خير مني... بابا هتر كيف كبر كثرت عندو التنهيدة طاح الماء في الركاب، ثقلت الخطوة نلهثْ، عرقي شرتلة، والعقبة صعْبت عليّ، وتسمرتْ في الثنية طال بي العمر وبلغْت أرذله. مشدود الى الدنيا بحبل الملك. في خلوة القصر، بتّ أتغذى بالأرواح. لا كسرة خبز ولا جرعة ماء. في كفي أجل الناس. لم يعد أمام غير الأبد. متى أتنحى نهائيا؟ أما آن الأوان لأتمم لكم الوصية وأمضي؟ هل من عوض لي؟.. أنا الذي فصّل الشعب على هذا الرهط: سباقة وجراية وما توكلش الشعير قد رصدت لذلك أموال قارون وجلبت من كل بقاع الدنيا والازمنة، أبالسة العلماء والمتطببين: ابن الجزار، ابن زهر، الرازي، والجراح النابغة فرانكنشتاين ليجروا تجاربهم الشيطانية على مخّ التونسي. فاقت النتيجة حدود المرغوب فيه. لقد أخرجت أنابيبهم العجيبة مسخا شهيا: شعبا خنثى، لا ذكر ولا أنثى. شعب خنْثذْكزْ لا يصكْ ولا يركْ، يتحركْ بالفلسْ. شعب لا يأكل ولا يشرب ولا يدخن ولا يتبول ولا يتغوط ولا يضاجع ولا يمارس العادة السرية ولا يتناسل ولا يسعل ولا يصاب بزكام ولا ينام ولا يتكلم ولا يسمع ولا ينظر ولا يتألم ولا يبكي ولا يقهقه ولا يفكر ولا يقرأ ولا يكتب ولا يتجول ولا يغني ولا يرقص ولا يحزن ولا يحلم ولا يحب ولا يكره ولا يحسد ولا يسرق ولا يضعف ولا يغش ولا يتشاجر ولا يغضب... شعب جميل وأنيق، رائحته زكية ونظيف عفيف يبرق برقان، ولطيف ورقيق وأليف وحليم ومتسامح وصبور صبر أيوب. شعب يشاهد التلفاز ويصفق. شعب ذهبْ. كنز. شهدْ. شعب ما ثمّاس. بشكوطو منقع في الحليب. بابة. شعب قلبو صافي. دمو بارد. هابي، يتكل بقشورو. شعب دافي. حط ثم تلق ثم. شعب ما يتنخمش، ما يتقرعش، ما يضرطش. شعب اذا ضربوا الصباط ما يقول أح. شعب مربيه على إيدي، يحبني، يموت علي. شعب في راسو بيسه، تصفرلو يجيك بسته يزحف على كرشو. شعب نعجه داكراسو في ليتو شعب لحمة ميته شعب أمي تراكي، شعب ناس ملاح شعب أولاد أحمد : سعداء بما نحن فيه (...) سعداء بحكامنا : يرجعون الكلام الى الحلق كي نختنق (...) سعداء بقرن بجيء وآخر يمضي وها ان ثورا بقرنين يبقرنا... في الغسق! وطيلة قرن وعام قبِل التوانسة عن طيب خاطر بسلام القصر. لم ألههم باللعب والسحر وأفيون الشعوب. ولم أوهمهم بعصى تشقّ شرق المتوسط وبمفرقعات تضرب سان فرانسيسكو في العمق. ولا أذكر أنني أسندت السماء يوما كي لا تسقط على رؤوسهم. كل ما قمت به أنني قلّعت ضرس مروءتهم. هذا صنيع عبقري. لمن يعود القصر من بعدي ويظفر ب«ها الهندي المقشر»؟ للمؤمن بأن الناس سواسية كأسنان المشط؟ كلاّ! خليفتي، الابن العاق أولا يكون. تلكم الوصية. خليفتي من صلبي، قاتل أبيه، قاتلي. أمهد له طريق المجد. في انظار قبلة الموت: البقاء للجالس. قابيل ماذا فعلت بأبيك؟ فقع قابيل عيني وتزوج حواء وعمَ الوباء. آش قلّكْ وآش قال عليك، اذا اتقلبت البرمة على الكسكاس الله لا يفكر بولد الناس... طشطشت النوْ في عرس الذيب وسال الماء على الدقيق وقالت العظمة طق وفرخت منها بومهْ شخمهْ. ومن قلّة الخيل ركبوا على الكلاب سروجْ. ويا فاطمة بعد النكد والغصة يدور الفلك... قد يقول القائل : وهل هذا الذي تحدثنا عنه هو أشجع من الاسكندر ذي القرنين؟ نعم، هو أشجع منه، وكيف لا يكون كذلك، بينما هو أنبغ من حنبعل، وأذكى من قيصر، وأدهى من عمرو بن العاص، وأمضى عزما من عبد الله بن أبي سرح، وأجرأ من طارق بن زياد! وذلك رغم كيد الكائدين، وانكار المنكرين، وعناد المكابرين، وانتقاد المنتقدين... عزالدين المدني «من حكايات هذا الزمن» ما يعجبك نوار دفلة في الواد عامل ظلايل وما يعجبك زين طفلة، إلا ما تشوف لفعايل كلامهم مسامر، عليك بمطرقة وكلاب. ع لصار ومصارش نحكيلكم حكاية كالظلام، نحكيها لحفار قبري. الروايات التي وصلتنا والأخبار التي استقيناها عن بن بريك الرشيد حاكم تونس ما بين 2004 وعام 2104 لا تتضارب بل تتفق في جملها وخطوطها العريضة، على انه كان ظالما وجاهلا، بيده السوط والحديد. يحكم بأحكامو والرحمة لا. بي ما يعرفوش والروح عندو كالذبانة وما عندوش الريح وين يدور. التنفيسة والو، والى يبوجي يدكّو في بودفّة. رد بالك، الطيحة بفلقة. اللّبود يا ولاد لما تتسماش. لقد قيل عنه إنه فعل بتونس ما لم يفعله الأمريكان بأفغانستان. لقد حرق الأرض ولوّث الماء وخنق الهواء وبتر اللّسان ونقل البلاد الى كوكب المريخ حيث حطّ فوق سطحه مكوك الواشين وقوادة النظام. وترك أقرباءه يصولو ويجولو. زمانه صمت الشعر وهاجر الغناء وتعطل الرقص وولج الغم والهم صدور الناس. تلك هي الصورة التي علقت بذهني الكسول عن بن بريك الأول. ولم أفكر البتة في دحضها وسلمت بصحتها. ولكن للحقيقة وجه مغاير تماما. دعوني أفصح عنها. فتمعن مليا..! وأنا أجوب الأزقة الخلفية مارا بنهج زرقون وسيدي عبد الله قش، بحثا عن الكتب الصفراء التي تدون لمآثر أولي الأمر منّا، وقع نظري على دفتر تآكل غلافه وتهرأت أوراقه. تصفحته فوجدت عنوانه مثيرا: العصر الذهبي لتونس أيام بن بريك الجريصي. رغبتي في اقتناء هذا المخطوط الرث كانت جلية. فدفّعني، النصّاب، إياه ضعفي ثمنه. وانكببت شهرا ويوما في التنقيب على سرّه. بعد البسملة والحوقلة، كتب الشيخ النفزاوي يقول: من طرائف الدنيا وغرائب الدهر، كان أهالي تونس يطلقون على بن بريك الفاتح أسماءً عجيبة: العيفة، محروس، العياشي، المنوبي، خليفة،بورقعة، بوربق، كرنزة، نثور، بوثرندة الخ. ويفسر شيخنا الفاضل هذا النزوع الركيك بحرص التوانسة على وقاية بن بريك الداخل من شر الحاسد اذا حسدْ. فهم يعتقدون اعتقاد المؤمن بالجن والسحر والشعوذة، أنه اذا ما نعتوه بالظالم والحجّاج سوف يحصنوه من النفس الخبيثة الأمارة بالسوء. قالوا حرز وتصفيحة وآية الكرسي وخمسة وتحويته على العين وأولاد بسملة.لا لطيف ويا لطيف. وجاء في صحيح النفزاوي: لم يعرف تونس قط لا مع اللوبيين ولا الفينيقيين ولا الرومولا بني هلال ولا الفندال ولا الإفرنج... ولا حمام سوسة مجتمع الوفرة الا وقت بن بريك الحكيم (...) فهو أعظم من عليسة وحنبعل برقة ويوغرطة وتكفرناس، والكاهنة وعقبة بن نافع وبوزيد الهلالي وحبيب لمة.. (...) فهذا الرئيس الفريد الذي لا نعرف عنه سوى ما تواردته الركبان، قيل عنه انه أعاد للبلاد عزتها وجعل منها أندلس العصر... والظهر كذلك. وحسب ما ورد عن لسان الشيخ النفزاوي: كانت تونس في عهد بن بريك الظافر حديقة كحديقة البلفدير يتعايش فيها القنفود مع الأفعى (...) في العهد الجديد، خضرت الجبال وعلقت القناطر وعبدت الثنايا. جنة وفيها بريكاجي. لا الزنبيل ثقيل ولا السلوم عريض. الخروطو ريحة الريحة تقطعت وساحتي تجهرت منها الصنب وبعابص الكبار. تدريع لخواطر ماكو. لا صغير يرغي ولا مرا تنكد ولا جار يعرقها لجار. البوليس حلاوة الدنيا،لا يبل ولا يعل. حطو على الجرح يبرى. الصبابة في الجيب وتالة حشاتو لجوفنتوس. الزين والعين باخْ تفْ: بلوشي، هزْ. العولة في العديلة والعديلة في الدكانهْ والملاوي خارجهْ تفور من النوالهْ. راكشين في الدفى والدزّه كاينة. دازينها للترش: نفيس وكويس وفليس. ومحمد عبد المطلب يغني: ساكن في حي السيدة وحبيبي ساكن في الحسين. يا غرامي... ولقِب بن بريك بالمجاهد الاكبر وصانع المستحيل. ضد الوهم والجهل. معا من اجل محو الامية. وبادر بن بريك منه استلامه مقاليد السلطان بترك المحسوبية والجهوية وبث شريعة الجوار والصداقة. لا نهب ولا سلب ولا غرسة. كل الحقوق محفوظة عن ظهر قلب. أثرياء الأمة يحاسبون وعين الفقير عليهم جاحظة.أيامه يتبجح الناس: اذا كان خصيمك القاضي، اشك لبن بريك ودْ العروي. وكانت الجماهير تهتف بروحه: يا شيفور يا تراس، زيد عشرة في الفيتاس. كان معلم، بوشنب، صاحب كيوف، وليدها، يحب الكز والخبيزة والتلغودة وبوحليبة والنبق والزعرور والخرشف والكرضون ويلعب الخربقة ولص حفيظ والروندة وينوف ويدور في الري وما يفلتش حتى زردة. للليري يامنهْ، للليري يامنهْ كانكسكرانه قوليلي ينفْ على قنورو ورقة نعناع مربي كنالو ويحب النساء على خدها حرقوس لوبان شفتها طري لابسة سفساري حرير دودة حزامها يتمايل خلخالها يرن وتماقها مضوي فارتها. قالو زيني عامل حالهْ ما لاَ لاَ... في عهده أصبحت تونس مزارا كمزار البندقية الشريف، يأتيها الملايين... ثم يركشو. كما تألق التوانسة في المحافل الاولمبية وفاز ساساتنا وعلماؤنا بجوائز نوبل للآداب والعلوم والسلام وحصد فيلم برق الليل لعلي العبيدي، الاوسكار في هوليود والسعفة الذهبية في كان والاسد الفضي في فونيس والدب البرنزي في برلين. وترجمت أشعار الميداني بن صالح الى كل اللغات الحية والميتة. وتحصل الهادي حبوبة على الاسطوانة الذهبية...ويرقص شباب العالم على أنغام فاطمة بوساحة: ع الشيباني وسّع... وأصبح اللبلابي والهرقمة والكفتاجي ونص راس والبوبعران والفرت والكمونية والڤناوية والشمنكة والكسرة المطبقة والقلاية والمقلي والهريسة وفلفل بوعبيد والبقلوطي والدلاع والقرع والعصبان والقدي والسمن وعلوش سيدي بوزيد والخنتوش والعصيدة والزميطة والرفيس والمقروض والغربية والفطاير والزلابية والمخارق والبنبلوني والشروبو والرايب والدرع والفريقيلو والبسر والزنباع واللاقمي والبيرة بوكرش وشراب اللوح والمردومة والطفل والسروال بالقندليسة والقشبية والبرطلّة والمليا والقرق ومشموم الفل وقفص سيدي بوسعيد والتومباك ولرتي والحلوزي واليجور والكنتول والحديد بوستة ماركة مسجلة في بورصة مطماطا. هندي تالة يا وكالهْ وأفل الدولار أمام الدينار وهيمنت اللهجة القابسية على كل اللغات. رحم الله أبا بريك