اجتاحت أعمال شغب وفوضى المدن الشمالية في نيجيريا ذات الاغلبية المسلمة تنديدا بفوز غودلاك جوناثان بولايةرئاسية جديدة في سيناريو شبيه بالسيناريو الكوت دي فواري. وضمن رئيس نيجيريا المنتهية ولايته غودلاك جوناثان فوزه في الانتخابات وذلك حسب النتائج الرسمية ل 31 ولاية من أصل 36 اضافة الى العاصمة الفيدرالية «أبوجا». وأعلنت مفوضية الانتخابات ان جوناثان حصل على أكثر من 21 مليون صوت وفاز في 22 ولاية مقابل 9 ملايين صوت لمنافسه الرئيسي محمد بوهاري رئيس المجلس العسكري بين 1984 و1985 والمنحدر من شمال نيجيريا حيث الاكثرية المسلمة. وأظهرت نتائج الانتخابات مدى الاستقطاب «السياسي الديني» في نيجيريا إذ أيدت ولايات الشمال المسلم محمد بوهاري فيما أيدت محافظات الجنوب المسيحي جوناثان، حتى وإن كانت نسبة التصويت لصالح المتنافسين مختلفة ومتفاوتة نظرا لعدد المنتخبين. ومباشرة بعد اعلان النتائج، تجمع عدد كبير من الشبان في المدن الشمالية للتعبير عن غضبهم من النتيجة واصفين إياها ب «المزورة». كما شهدت مدينة «جوس» احتجاجات مماثلة وتكرر ذات المشهد في بلدة «كادونا» الشماليةوأشعل المحتجون النار في اطارات السيارات. وأفادت مصادر اعلامية ان كنيسة تم احراقها الليلة قبل الماضية في «كادونا» وتم استدعاء الأمن لفض مشاجرات عنيفة بين انصار جوناثان ومحمد بوهاري. وأكّدت مصادر اعلامية أن طائرات هيلوكبتر عسكرية حلقت فوق مدينة «جوس» وأعيرة نارية تم اطلاقها في الهواء لتفريق المتظاهرين. وأضافت أن عددا من الاهالي فروا من المدينة التي باتت ساحة معركة مكشوفة بين الاطراف السياسية المتنازعة. وأفادت وكالة أنباء حكومية أن حظرا للتجوال فرض على ولاية «كادونا» النيجيرية لمدة 24 ساعة بعد أن أضرم المحتجون النار في مقر اقامة «نامادي سامبو» نائب الرئيس المنتهية ولايته شمال الولاية وفتحوا أبواب السجن المركزي وأطلقوا سراح السجناء. ونقلت عن الشرطة المحلية ان العنف تنظمه جماعات ترفض قبول نتيجة الانتخابات الرئاسية وليس لدافع ديني أو عرقي. وأضافت انها تعمل على التعرف واعتقال مرتكبي هذه الاعمال الشنيعة. من جهتها قالت منظمة الصليب الأحمر النيجيري ان أعمال الشغب أدّت الى مقتل عدد كبير من الأشخاص. وأكّد مسؤول الصليب الأحمر عمر ماريجا أن المصادمات أدت الى احراق عدد كبير من الكنائس والمساجد والمنازل.