دخل في اعتصام مئات العراقيين في ساحة السجن بمدينة الموصل بشمال العراق للمطالبة برحيل القوات الأمريكية يومه العاشر وسط دعوات لنقل الاعتصامات الى مدن أخرى بالبلاد. ويطالب المعتصمون ومن بينهم نساء وأمهات سجناء ومعتقلين برحيل القوات الأمريكية من العراق بنهاية العام الحالي وعدم التمديد لبقائها،بالإضافة الى إجراء إصلاحات سياسية واسعة وإطلاق سراح آلاف المعتقلين. وتوافد على ساحة الاعتصام التي أطلق عليها المعتصمون اسم«ساحة الأحرار» بدلا من اسمها الحقيقي « ساحة السجن» رؤساء عشائر وقبائل عراقية وسط هتافات المعتصمين تندد بالوجود العسكري الأمريكي وما وصف بالتدخل الإيراني بشؤون العراق على حد سواء . ووضع المعتصمون على أرضية بوابة الساحة علما أمريكيا ليتسنى للداخلين والخارجين دوسه بالأقدام في إشارة رمزيه على سخطهم على الولاياتالمتحدة وغزوها العسكري لبلادهم. وتخللت أيام الاعتصام العشرة الماضية لمحات إنسانية من بينها حفل زواج متواضع لشاب وشابة عراقيين أقيم في سرادق بالساحة فضلا عن إقامة حفل ختان لأحد أطفال المعتصمين. ويعد هذا الاعتصام الأطول في البلاد منذ غزو العراق عام 2003 ، فيما ما تزال ساحة التحرير بوسط بغداد تشهد كل يوم جمعة ومنذ ما يزيد على الشهرين تظاهرات تنادي بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واسعة. ويلاحظ ان سقف المطالب ارتفع خلال تظاهرة الجمعة الماضي ووصل الى حد المطالبة بإسقاط الحكومة . في وقت تشهد فيه الساحة السياسية العراقية توترا بين رئيس الوزراء نوري المالكي وعدد من الشخصيات السياسية البارزة. من جهة أخرى عادت وتيرة الاحتجاجات أكثر مما كانت عليه في الأسبوعين الماضيين الى مدينة السليمانية فالمظاهرات لم تقتصر تداعياتها على كشف ما يمكن أن يسمى بالشرخ في الثقة بين الحكومة الكردية والشباب في المدينة الذين تستمر تظاهراتهم لأكثر من سبعة أسابيع بل كشفت أيضا عن دخول الولاياتالمتحدة على الخط لتضيف الى ضغوط المتظاهرين على الحكومة ضغوطا أخرى. وفي ما يمكن أن يوصف بأنه زلة قدم كشفت حركة التغيير الكردية المعارضة على موقعها الالكتروني عن حوارات سرية مع المسؤولين الأمريكيين بيّنت فيها وجود ضغوط أمريكية على قادة الاقليم لعدم منع التظاهرات الشعبية ووقف التصدي لها باستعمال القوة.