أطلق مسلح النار على مخيم احتجاج مناهض للحكومة اليمنية في مدينة الحديدة فجر أمس مما أدى إلى مقتل شخص واحد، وذلك بعد ساعات من مقتل ثمانية متظاهرين وإصابة المئات في كل من صنعاء وتعز والحديدة إثر إطلاق قوات الأمن النار وقنابل الغاز على عشرات الآلاف من الثوار المتظاهرين. وذكر شهود عيان أن المسلح الذي كان يستقل دراجة نارية فتح النار على مخيم الاحتجاج بالحديدة الواقعة على البحر الأحمر وقت صلاة الفجر، ثم لاذ بالفرار. لكن الصحفي والناشط الحقوقي عبد الحفيظ الحطامي أكد أن من نفذ الهجوم كانوا ثلاثة مسلحين، مشيرا إلى أنهم أطلقوا وابلا من الرصاص على ساحة التغيير لكن معظم المعتصمين كانوا نائمين مما حال دون سقوط مزيد من الضحايا. وقال الحطامي إن قوات النجدة كانت قريبة من المكان لكنها لم تتدخل، وأن 10 حالات خطرة تم نقلها للعناية المركزة في مستشفيات خاصة مؤكدا أن عدد المصابين بالرصاص 45 شخصا و1200 بالاختناق. وقالت وسائل إعلام يمنية إن الرئيس صالح أمر بإجراء تحقيق في الأحداث، ملقية اللوم على المحتجين الذين رشقوا شرطة مكافحة الشغب بالحجارة وأشعلوا النار في سيارة تابعة لقوات الأمن. كما اعتصم الآلاف بساحة الحرية في مدينة تعز الواقعة جنوب غربي البلاد، ودعوا لتنحي صالح ومحاكمته هو وأعوانه، فردت قوات الأمن بإطلاق النار مما أدى إلى مقتل شخص واحد وإصابة عدد آخر. ونقل مراسل «الجزيرة نت» في تعز عبد القوي العزاني عن شهود ومصدر طبي قولهم إن قوات الأمن أطلقت النار عشوائيا على المحتجين، كما اعتقلت أربعة منهم بينهم مصور يعمل في صحيفة محلية. وفي عدن في جنوب اليمن ذكر مراسل «الجزيرة نت» سمير حسن أن شخصا قتل وأصيب آخرون في اشتباكات عنيفة جرت بين الأمن ومسلحين صباح أمس. وكان الآلاف قد تظاهروا في عدن مساء أمس الأول للتنديد بسقوط ضحايا في صنعاء وتعز، رافعين شعارات تطالب برحيل صالح ومحاكمته، ومطالبين في الوقت نفسه بضرورة حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً وإعطائها الأولوية بعد سقوط النظام.