أغار أمس الطيران الأمريكي مجددا على الفلوجة مخلفا مزيدا من الشهداء والجرحى في وقت تضرب فيه القوات الأمريكية حصارا شاملا على مدينة «تلعفر» شمالي العراق بعد قصف جوي وبري أوقع عددا كبيرا من الضحايا بين المدنيين... وفي مقابل هذا الاستهداف العدواني للمدن الآمنة استمرت المقاومة العراقية في ضرب المحتلين والمتعاونين معهم من العراقيين بكل الوسائل الممكنة. ولليوم الرابع على التوالي قصف لطيران الأمريكي احياء في مدينة الفلوجة بعدما كان قد شن فجر أول أمس غارات على منازل في حي الضباط شمالي المدينة أوقعت 12 شهيدا بينهم امرأة مسنة ورضيع.... قصف وحصار وفي حدود منتصف النهار بتوقيت العراق (أمس) اطلقت طائرة أمريكية صاروخا على حي الشهداء فأصاب عربة كان يقودها عامل نظافة مما أدى الى استشهاده على الفور وقال أحد زملائه وكان يقف على مسافة 20 مترا من العربة إن الشهيد يدعى عمرو ابراهيم خلف. من جهته قال الطبيب سمير عبود من مستشفى الفلوجة العام أن عراقيين اثنين أصيبا في الغارة الجديدة على حي الشهداء الواقع في القسم الجنوبي الشرقي من المدينة. وبالتوازي مع استمرار الغارات الجوية على الفلوجة تواصل أمس الحصار الشامل الذي تفرضه القوات الأمريكية على مدينة «تلعفر» العراقية التي تبعد 75 كيلومترا فقط عن الحدود العراقية السورية. وكانت الغارات الجوية والقصف المدفعي قد أوقع أول أمس ما لا يقل عن 45 شهيدا وأكثر من 80 جريحا وحق تأكيد المصادر الطبية في حين أكد مصدر أمني مقتل واصابة 13 من أفراد الشرطة المحلية كما أصيب نائب محافظ المدينة محمد أمين في الظهر بشظية صاروخ أمريكي بينما كان مشاركا في اجتماع بمبنى البلدية. وأوضحت مصادر أمنية أن موجة القصف الأمريكي الأخيرة على «تلعفر» التي يقطنها 130 ألف شخص تقريبا استمرت 13 ساعة. وأغلقت أمس القوات الأمريكية والوحدات العراقية شبه العسكرية كل المنافذ امؤدية الى المدينة ومنعت دخول أو خروج السكان. ونفذ أمس الطيران الأمريكي طلعات استكشافية في سماء المدينة التي خلت شوارعها من المقاتلين عدا عناصر الشرطة المحلية. مقاومة لا تخمد وفي مقابل الاعتداءات الأمريكية المتواصلة على المدن الآمنة نفذت المقاومة العراقية مزيدا من الهجمات على قوات الاحتلال وعلى أفراد الأجهزة الأمنية العراقية المتعاونة معها. وفي الموصل تعرضت دورية أمريكية لهجوم بقذائف ال»آر.بي.جي» اثر تفجير عبوات ناسفة كما تعرض مقر «الحرس الوطني» في حي «الكفاءات» بالمدينة لقصف بمدفعية الهاون. وفي الموصل أيضا قتل أمس مترجم عراقي يعمل مع قوات الاحتلال كما اغتيل ضابط سابق في الجيش العراقي وفي وقت سابق كانت المقاومة قد قصفت قاعدة أمريكية في محيط مدينة تكريت. وفي حي الصدر ببغداد قتل أشخاص اثر سقوط قذيفة على منزلهم في حين قتل اثنان من أنصار الصدر برصاص عناصر الأمن العراقي بعد صلاة الجمعة. والى الجنوب من بغداد قتل مساء أول أمس عنصر من الشرطة العراقية في بلدة «المسيب» وهي أحد معاقل المقاومة في المنطقة الى جانب اللطيفية والمحمودية. والى الغرب من بغداد تعرضت قاعدة أمريكية في «الحبانية» (غير بعيد عن الفلوجة والرمادي) لقصف عنيف بالقذائف والصواريخ من جانب رجال المقاومة العراقية.