ناشد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مقابلة أجرتها معه قناة تركية وبثت أمس العقيد معمر القذافي إلى التخلي فورا عن السلطة حقنا لدماء الليبيين فيما حذر النظام السوري من تكرار مذبحة «حماة» التي وقعت عام 1982 وخلفت آلاف القتلى. وتعد مناشدة اردوغان للنظامين الليبي والسوري تطورا لافتا حيث سبق لرئيس الوزراء التركي أن حذر من التدخل العسكري الغربي في ليبيا وأبدى تحفظه على الأحداث في سوريا في موقف اعتبر أقرب للنظامين منه للانتفاضة الشعبية في البلدين الحليفين لتركيا. وقال أردوغان: «نحن نأمل أن يترك الزعيم الليبي ليبيا ويتخلى عن السلطة فورا لأجله ولأجل مستقبل بلده ومن اجل وقف إراقة المزيد من الدماء والدموع ووقف الدمار... نريد أن نذكره بأن عليه أن يقوم بهذه الخطوة التي لا مفر منها، من اجل وضع حد للمعاناة»، مذكرا بمقتل احد أبناء الزعيم الليبي وثلاثة من أحفاده في غارة جوية نفذها حلف الناتو السبت الماضي على باب العزيزية بالعاصمة طرابلس. وأضاف أن ليبيا ليست ملكا لأحد أو لعشيرة، وأن على العقيد القذافي أن يترك الحكم لمن يختاره الشعب في أسرع وقت ممكن. وفي المقابل واصل رئيس الوزراء التركي تحفظه على حسم الأمر عن طريق القوة، وأكد أن الحل العسكري لا يخدم الشعب الليبي ولا يوقف حمام الدم هناك. وقال أردوغان «إن التدخل العسكري من قبل الناتو في ليبيا أو أي دولة أخرى ستنجم عنه آثار عكسية تماما...» ودعا أردوغان، المعارضة الليبية إلى التفكير في كيفية بناء ليبيا حرة وموحدة تحظى باحترام العالم. وذكر بموقف بلاده من الأوضاع في ليبيا، مشيرا إلى أن أنقرة طالبت القذافي بوقف سفك الدماء، كما شاركت تركيا بتقديم المساعدات الإنسانية إلى المدنيين. وعبر رجب طيب أردوغان عن أسف بلاده لما تشهده بعض الدول الإسلامية من إراقة للدماء بين الموالين للأنظمة والمعارضين لها مؤكدا أنه يجب أن يتم وقف حمام الدم في كل من ليبيا و سوريا. من جهة أخرى حث رجب طيب أردوغان الذي كان يتحدث في مقابلة تلفزيونية مع شبكة تركية، الرئيس السوري بشار الأسد على التوقف عن ممارسة العنف و قتل المدنيين محذرا من عواقب هذا الأمر في الوقت الذي تتواصل فيه عملية القمع من جانب قوات الأمن والجيش خاصة في درعا التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات في الشهر الماضي. وتابع أن سوريا لن تنهض مرة أخرى إن وقعت فيها مثل هذه المذابح، وطالب الأسد بالإصغاء إلى مطالب الشعب السوري الطامح إلى الحرية، منتقدا عدم ترجمة إعلانه إلغاء قانون الطوارئ إلى خطوة عملية على الأرض، وقال إن الأسد أعلن أنه سيتم إلغاء العمل بهذا القانون لكنه لم يتخذ الخطوات الجادة لتحقيق ذلك حتى الآن.