هزت ستة انفجارات ضخمة العاصمة طرابلس عقب ساعات قليلة على كلمة ألقاها العقيد الليبي معمر القذافي متحديا الغرب ومؤكدا أنه حتى وإن نجح «الأطلسي» في تصفيته جسديا فسيبقى حيا في قلوب أنصاره. فيما اعتبرت باريس أن القذافي انتهى في ظل معلومات دقيقة وشبه مؤكدة عن حصول تفكك وانهيار داخل الكتائب الأمنية الموالية للعقيد القذافي. وقال التلفزيون الليبي إن الغارات الأطلسية ضربت مناطق مدنية. مقر وزارة الزراعة وصرّح مصدر مسؤول بأن احدى الغارات استهدفت مقر وزارة الزراعة الليبية، مشيرا الى ان المبنى كان قبل 5 سنوات خلت تابعا للاستخبارات الليبية. وكان التلفزيون الرسمي قد أشار في وقت سابق الى سقوط 16 مدنيا، من بينهم 11 إماما، واصابة 30 آخرين في قصف الأطلسي لمدينة البريقة. ودعا الأئمة الليبيون الى الثأر محرضين المسلمين في كل أنحاء العالم على قتل 1000 شخص عن كل إمام شهيد خاصة في فرنسا وإيطاليا والدنمارك وقطر والإمارات العربية المتحدة. ونقل التلفزيون الليبي عن شاهد قوله إن الأئمة كانوا في منزل أحد الشيوخ ولا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بالامور العسكرية. وعلّق «الأطلسي» على هذه الحادثة بالقول: إنه أصاب مركز قيادة وتحكم في وقت مبكر من يوم الجمعة الماضي، موضحا ان النظام الليبي كان يستخدمه لتنسيق الضربات على المدنيين، حسب زعمه. وأضاف: «نحن على علم بالادعاءات عن سقوط ضحايا مدنية خلال الغارة وعلى رغم أننا لا نستطيع تأكيد صحة هذه الانباء، فإننا نأسف الى كل خسارة في الأرواح البشرية البريئة». ومن جهته، دعا وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الى تكثيف الضغط على نظام القذافي الذي اعتبر انه انتهى. وقال في حوار لصحيفة «الحياة» : لن يستمر التدخل في ليبيا أشهرا بل انها مسألة أسابيع فقط. تصدّ وتقدم ميدانيا، شنت كتائب القذافي هجمات عنيفة على مصراتة مما أدى الى مقتل 12 شخصا على الاقل، وفق مصادر اعلامية ميدانية. وصدّ الثوار هجوما للكتائب لاسترداد مطار مصراتة. وذكر مراسل وكالة الصحافة الفرنسية ان الثوار تقدموا نحو 20 كيلومترا شرق مصراتة وبلغوا أبواب «تاورغاء» شرقا وغربا بلغوا مداخل زليطن التي تبعد 150 كيلومترا عن العاصمة. وأغارت مقاتلات «الأطلسي» بشكل مكثف على مواقع «الكتائب» في بوابة الدفينة غربا مما أدى الى انفجارات ضخمة لمخازن الذخيرة. تفكك بدورها، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الامريكية ان أسرى الكتائب الامنية للقذافي لدى الثوار أكدوا حصول تفكك كبير في الجهاز القتالي بحيث أن الثقة صارت شبه منعدمة بين الجنود والقادة الكبار. وقالت الصحيفة إن الحوارات مع الأسرى كشفت عن وجود مشاكل لوجستية وتكتيكية وتموينية تعاني منها الكتائب. ونقلت عن أحد الأسرى قوله إن أشكالا عديدة من خيبة الامل تنخر جسد الكتائب لاسيما ان القتال أخذ منعرجا كبيرا مع تدخل القوات الأطلسية. وفي هذه الأثناء، قال معمر القذافي في كلمة بثها التلفزيون الليبي مساء أول أمس بعد تردد أنباء عن امكانية اصابته ومغادرته طرابلس أنا أسكن في مكان لا تستطيعون (أي الغرب) الوصول اليه وقتلي، أنا أسكن في قلوب الملايين. وأضاف : اذا قتلتم جسدي فلن تستطيعوا قتل روحي التي تسكن في قلوب الملايين، المجد لنا والخزي والعار للعملاء ولأسيادهم الجبناء. وأعرب عن شكره للقادة والمسؤولين الذين اتصلوا به للاطمئنان على حياتهم بعد سماعهم بالهجوم على مقر باب العزيزية. وقالت وكالة الانباء الليبية إن القذافي تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس السينغالي عبد الله واد واتصل بالرئيس التشادي ادريس ديبي وهنأه بإعادة انتخابه.