الاجراءات والتدابير المتخذة لإنجاح امتحانات آخر العام محور لقاء أجريناه مع السيد عبد الحفيظ العبيدي مدير الامتحانات بوزارة التربية وتطرق فيه بكل وضوح وشفافية الى الوضع الاستثنائي الذي ستجرى فيه هذه الامتحانات بعد أشهر معدودة من اندلاع ثورة الكرامة والحرية وما انجر عنها من اشكاليات أمنية وتنظيمية تقتضي بالضرورة تشريك كل الأطراف المتدخلة في الشأن التربوي في عملية الاعداد الجيد لإنجاح الامتحانات بجميع أصنافها (باكالوريا وتعليم أساسي واعدادي وثانوي). في بداية حواره أكد السيد عبد الحفيظ العبيدي ان الامتحانات شأن وطني وانجاحها مسؤولية الجميع (مدرسون، إدارة، أولياء ومجتمع مدني) ومسؤولية المترشحين أساسا، وسألنا محدثنا عن الاجراءات المتخذة بهذا الصدد فأجاب: اتخذنا العديد من الاجراءات والتدابير لضمان نجاح الامتحانات أهمهما: التخفيف في البرامج نظرا للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد منذ ثورة 14 جانفي 2011 وقد تمت دعوة المتفقدين البيداغوجيين بالتشاور مع المدرسين في الاقسام النهائية لتقليص هذه البرامج دون المساس من التكوين الاصلي، وانطلقت العملية فعليا منذ بداية الثلاثي الثاني ولاقى التخفيف استحسان التلاميذ والمدرسين مما نتج عنه اتمام كافة البرامج في كل المواد قبل نهاية العام الدراسي، ومن شأن هذا الاجراء تمكين تلاميذ الأقسام النهائية من الاستعداد لامتحان الباكالوريا في متسع من الوقت ودون ضغوطات. التشاور مع الأطراف الاجتماعية (النقابات لتحديد التدابير الواجب اتخاذها وانجاز الامتحانات في موعدها). دعم الفريق المسير لمختلف المراكز الكتابية: اختيار أستاذين من كل مؤسسة لدعم الفريق المسير بحيث يشرف على المركز رئيس مركز بمساعدة مدير أو مديرين من المدارس الاعدادية وأستاذين لتوفير أفضل الظروف لتأطير التلاميذ داخل مراكز الامتحان. دعوة السادة مديري التربية ومديري المؤسسات التعليمية لتكوين لجان حماية مراكز الامتحان يشارك فيها الأساتذة والأولياء في بادرة هي الاولى من نوعها تقوم بها وزارة التربية مما سيعطي ثقة أكبر للتلاميذ الذين يستعدون للامتحانات. وماذا عن التنسيق مع الأمن والجيش الوطنيين؟ عقدت عدة جلسات للتنسيق بمشاركة ممثلين عن التربية والداخلية والجيش الوطني لضمان نجاح مواعيد الامتحانات مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل منطقة والتركيز على المناطق الحساسة والساخنة مع الحرص على تشريك لجان الحماية في عملية المراقبة والتأطير والحماية والعمل على التحاور مع التلاميذ الذين سيتحصلون على شهادة الباكالوريا في عام الثورة وهذا الحدث سيظل راسخا في أذهانهم ويؤرخون به. وهل سيتم التقليص من مراكز الاختبار والاصلاح والايداع بالنسبة لامتحانات الباكالوريا؟ سينخفض عدد مراكز الابداع من 128 مركزا في العام الماضي الى 27 مركزا فقط على أساس 25 مركزا في كل ادارة جهوية ومركز واحد بجزيرة قرقنة وآخر بمعهد الكفيف بسوسة، وسيتم 513 مركزا كتابيا حرصا من الوزارة على تمكين التلاميذ من اجتياز امتحاناتهم في مدارسهم الاصلية بينما سيبلغ عدد مراكز الاصلاح 30 مركزا بنقص في مركز واحد. أما مراكز التجميع والتوزيع فلن يتم تقليص عددها ويبلغ عدد هذه المراكز 7 مراكز. وكم سيبلغ عدد المترشحين لامتحانات الباكالوريا هذا العام وهل صحيح ان عدد هؤلاء قد تراجع بالمقارنة مع السنة الفارطة؟ سيجتاز امتحان الباكالوريا حوالي 126 ألف مترشح وقد تم التمديد في فترة التسجيل الى 31 مارس 2011 ولاحظنا تراجعا بحوالي 12 ألف مترشح بالمقارنة مع العام الماضي الذي شهد ترشح 138 ألف تلميذ لامتحانات الباكالوريا. وكيف تفسرون هذا التراجع رغم التمديد في فترة التسجيل؟ اعتقد ان هذا التراجع عادي كنتيجة لنقص عدد التلاميذ منذ سنوات التعليم الأساسي الى الاعدادي والثانوي وهذا التقليص مفهوم بالنظر الى تأثير التنظيم العائلي على عدد الولادات. وكيف ستكون مواضيع الباكالوريا في ظرف استثنائي طالب فيه عدد من التلاميذ من باب الرجاء والتمني بأن تكون باكالوريا عام 2011 في متناول الجميع؟ مواضيع الباكالوريا يتم اقتراحها من طرف المدرسين وتختار اللجان مجموعة من المواضيع تغطي البرنامج التي تم تدريسه طيلة العام الدراسي ولن تكون أسهل أو أصعب من السنوات الفارطة. وهل سيتم الترفيع في منحة الاصلاح تبعا للظروف الاستثنائية التي عرفتها البلاد؟ منحة الاصلاح أعيد النظر في قيمتها لتصبح دينارا و500 مليم منذ الدورة الفارطة بعد ان كانت دينارا واحدا للصفحة الواحدة من التحرير، وليست هناك نية لتغيير قيمة المنحة. وفي ختام اللقاء، هل من دعوة توجهها للمدرسين والتلاميذ؟ أتقدم بالشكر الى المدرسين والأساتذة الذين بذلوا جهدا كبيرا لإنجاح العام الدراسي. أما التلاميذ فأقول لهم يجب ان تفرحوا بثورتكم وبأول باكالوريا بعد الثورة المباركة والوزارة تتمنى التوفيق لكافة المترشحين.