استشهد امس ما لا يقل عن 20 عراقيا وجرح العشرات في قصف امريكي وحشي استهدف مجددا المدنيين العزل في سياق العدوان الشامل الذي تشنه قوات الاحتلال على المدن والبلدات العراقية.. وكانت المقاومة قد ردت اول امس علي هذا العدوان بتصعيد «حربالمدن» في بغداد وفي معظم المناطق السنية حيث تكبدت القوات الامريكية خسائر في الارواح والعتاد. وغداة لاحد الدامي الذي استشهد فيه نحو 50 عراقيا على الاقل خصوصا في بغداد والرمادي نفذت قوات الاحتلال قصفا متزامنا من الجو والبرّ على عدة احياء سكنية في مدينة الفلوجة وهو ما يؤكد التقارير التي ذكرت في نهاية الاسبوع الماضي ان الامريكيين يحضرون لعدوان كبير على هذه المدينة. غارات وحشية وقصفت امس الطائرات والدبابات الامريكية احياء الشهداء والشرطة و»الجريسي» مستهدفة سيارات الاسعاف والسيارات المدنية والمنازل. وأطلقت طائرة امريكية صاروخا على سيارة اسعاف كانت تقل 5 جرحى مما ادى الى استشهادهم جميعا كما استشهد سائق العربة وممرضان كانا يرافقان المصابين. واصاب صاروخ امريكي آخر سيارة كانت تسير على الطريق السريعة غربي المدينة مما ادى الى استشهاد4 مواطنين كانوا على متنها بينما جرح 3 من المارة. واستشهد 10 آخرون في غارة امريكية على حي الشرطة الذي قصفته الدبابات الامريكية فجر امس على مدى ساعتين متواصلتين. وأكدت مصادر عراقية ان من بين ضحايا هذه الغارة التي دمّرت منزلا على الاقل بشكل كامل اطفال ونسوة من عائلة واحدة وفق الشهود. وقال الطبيب تميم امجد من مستشفى الفلوجة العام ان 20 جريحا وصلوا الى المستشفى ملاحظا ان معظمهم في حالة خطيرة. وفي مقبرة المدينة حضر مراسل لوكالة الانباء الفرنسية تغسيل ودفن 15 شهيدا وكان الرجال الذين يقومون بدفن الشهداء غاضبين جدا ورفضوا الحديث الى الصحفيين. وأكدت مصادر عراقية ان الغارات الامريكية دفعت مئات الاسر العراقية الى مغادرة المدينة. وفي مؤشر يدل على التحضير لتصعيد عدواني كبير ضد المدينة اقامت القوات الامريكية نقاط تفتيش قريبا من المداخل الشمالية والغربية والجنوبية كما انها طلبت امس من المقاومين عبر مكبرات الصوت ان يستسلموا وخاطبتهم بعبارات استفزازية لجرهم الى المناطق المكشوفة بهدف ضربهم بعد ذلك. وكان المقاومون قد تمكنوا اول امس من اسقاط طائرة امريكية بلا طيار. وغداة المواجهات العنيفة والقصف الذي اسفر عن استشهاد نحو 15 عراقيا اضافة الى الصحفي الفلسطيني «مازن الطميزي» (الذي يعمل لحساب قناتي العربية والاخبارية الفضائيتين) فرضت القوات الامريكية منع التجول على شارع حيفا من الثامنة ليلا بتوقيت بغداد الى الرابعة فجرا. وجابت امس الآليات الامريكية الشارع الذي يعتبر احد اهم معاقل المقاومة في بغداد فيما هدد جنود الاحتلال الاهالي بالتعرض الى القتل اذا لم يلتزموا بمنع التجول. وبالقرب من شارع حيفا الذي دمّرت فيه المقاومة اول امس دبابة امريكية، اطلقت مروحية امس صاروخا على محل مغلق لبيع الملابس مما ادى الى استشهاد عراقي وجرح 3 آخرين بينهم مصري. ووقع القصف في حي المشاهدة وسط بغداد. وفي بغداد ايضا اصابت امس قذيفة طائشة موقف السيارات التابع للسفارة الفرنسية مما اسفر عن احراق سيارتين. تصعيد ضد الغزاة وفي سياق تصعيد كبير كانت المقاومة العراقية قد هاجمت اول امس اهدافا عديدة لقوات الاحتلال في بغداد والرمادي وغيرها.. وتعرضت المنطقة الخضراء التي تعتبر المعقل الرئيسي لسلطة الاحتلال في العاصمة العراقية لقصف عنيف من جانب المقاومين. وفي شارع المطار تعرضت قافلة امريكية لهجوم بواسطة سيارة مفخخة مما ادى الى تدمير عدة آليات وقتل وجرح عدد من جنود الاحتلال. وداهمت سيارة مفخخة اخرى احدى بوابات سجن «ابوغريب» غربي بغداد كما انفجرت سيارة مفخخة في قافلة امريكية بالرمادي التي شهدت مواجهات عنيفة اسفرت عن استشهاد 10 عراقيين وجرح العشرات وقتل وجرح ما لا يقل عن 10 من عناصر الشرطة العراقية في الموصل كما لقى العديد من افراد ما يسمى «الحرس الوطني» مصرعهم في هجمات متنوعة. وقتل في الوقت ذاته 3 جنود بولونيين وجرح 3 آخرون في مدينة الحلة جنوبي بغداد في هجوم للمقاومة واعقبه امس هجوم ثان اسفر عن جرح جندي بولوني آخر. وحسب تقارير اعلامية فإن المقاومة قد تكون دمّرت واعطبت السبت الماضي حوالي 15 مروحية امريكية كانت رابضة في قاعدة الحبانية غربي بغداد (قرب الرمادي). وفي مساء اليوم ذاته وقعت قوة امريكية في كمين للمقاومة بين الفلوجة والرمادي سقط خلاله عديد القتلى والجرحى الامريكيين حسب التقارير ذاتها. والى الجنوب من بغداد قصفت امس القوات الامريكية قريتي «جرف الصخر» و»السنيجة» مما ادى الى استشهاد اكثر من 10 عراقيين وجرح العديد منهم.
