بعيدا عن ضوضاء اللاعب كوليبالي بعيدا عن بذور الحقد والكراهية التي يزرعها المسؤولون ويجني جراحها الأحباء، نودّ أن نسأل إن كان الافريقي سيتسعيد وجهه الفتي مع فوزي البتزرتي ويخط اسمه بأحرف ذهبية على خارطة طريق كأس الكنفدرالية؟ الجواب عن هذا السؤال يغري بتفاصيل واقع يعيشه الافريقي هذه الأيام بعد «نكسة» رابطة الأبطال وانتكاسة البطولة المحلية...فالهيئة المديرة ارتعدت وترنحت لكنها لم تسقط في أول امتحان بل كادت تكون ضحية سرعة ردة فعلها عندما اتفقت مع سفيان الحيدوسي ليكمل المشوار ونسيت موافقة الأنصار بما فرض التمهل والانتقال إلى «إسم أكبر» يمكن الهيئة من تنفس الصعداء أمام الغضب الساطع للأحباء ولعل ما أظهره الفريق في أول ظهور للبنزرتي وخاصة في الشوط الثاني من حوار النجم يكشف بقوة اللمسة الفنية المعروفة عند هذا المدرب رغم أنه لم يأت ألا منذ ساعات إلى الحديقة «أ» ورغم الخسارة فإن الأغلبية خرجت بانطباع جيد عما يمكن أن يتغير داخل الجمعية. ما سيتغير يمكن التكهن به منذ الآن... فالبنزرتي ميّال بطبعه إلى «نبذ» النجوم واكتشاف المواهب وتشجيعها بما يجعل فيلق «الشيوخ» ممن يأكلون ويشربون من «ظهر» الافريقي ينتظرون أن ترفع لهم كلمة «dégage» بين اللحظة والأخرى خاصة أن لاشيء سيقضي ليحول بين البنزرتي وقراراته التي لا ترد بما أن هيئة العتروس منحته البطاقة البيضاء ليفعل ما يريد متى يريد... لكن لسائل أن يسأل هل أن الافريقي مستعد ماديا وخاصة معنويا إلى القيام بهذا «الانقلاب» الذاتي؟ ظاهريا تبدو الأوضاع مواتية جدا خاصة أن جمهور القلعة الحمراء والبيضاء مقتنع بأن الفريق لم يعد لديه ما يخسره بعد أن فقد ماء الوجه على الصعيد المحلي وتطاول عليه أكثر من طرف وهو ما يفتح نافورة الأمل على الصعيد الافريقي بالنظر إلى رغبة كل الأطراف في انقاذ الموسم بأي شكل من الاشكال وبالنظر إلى الهدف الرسمي الذي جاء من أجله فوزي البنزرتي إلى الحديقة «أ» والا فلا فرق بينه وبين اليعقوبي أو لطفي الرويسي أو «عمك الحسناوي» (الحارس الليلي للحومة) فالعتروس جاء بالبنزرتي ليخرجه من مأزق الخروج من الموسم من الباب الصغير... فهل تراه قادرا على ذلك بالنظر إلى «الموجود» من اللاعبين ليزرع داخل الحديقة بذور الأمان أم أن الافريقي بما هو موجود سيقتنع بعد فوات الأوان أنه كان يطارد خيوط الدخان...؟ السؤال حملناه إلى مجموعة من أهل الاختصاص فجاءت الأجوبة مضمخة بعبير الأمل بأن الافريقي يملك أدوات النجاح واعادة البسمة إلى شفاه تقرحت من فرط الانقباض...وأملنا كبير أن تخفت الأصوات التي لا نسمعها الا عند المصائب... وأن يلف الصمت الجميل حديقة الهرم الأحمر والأبيض فهناك مثل صيني يقول:«البيوت السعيدة لا صوت لها..» سليم الربعاوي الهادي المقراني (مدرب الاولمبي الباجي): البنزرتي يملك مقوّمات النجاح المدرب فوزي البنزرتي يملك الخبرة اللازمة والحنكة المطلوبة للنجاح مع فريق مثل النادي الافريقي في مثل هذه المسابقات القارية... ولا أدلّ على بوادر هذا النجاح المنتظر من الوجه الذي ظهر به النادي الافريقي في مباراة النجم رغم الهزيمة والأكيد ان سي فوزي قد وقف من خلال هذه المباراة على النقائص الواجب تداركها في المرحلة المقبلة من أجل فريق يراهن بجدية على تاج «الكاف» فرض الانضباط وجمع الجميع في الفريق تحت شعار العمل ولاشيء غير العمل وابتعاد الافريقي عن كوكبة المراهنين على لقب البطولة المحلية كلها عوامل ستساعد المدرب على النجاح المأمول. إيهاب النفزي مراد محجوب (مدرب): فوزي خبير بالأجواء الافريقية انسحاب النادي الافريقي من سباق كأس رابطة الابطال في آخر منعرج قبل دخول دوري المجموعات لم يكن منتظرا على الأقل بالنظر الى الوجه الطيب الذي ظهر به الفريق في التصفيات ضد الزمالك ذهابا وإيابا وضد الهلال السوداني في مباراة الذهاب بالاضافة الى تألق الفريق في الكأس العربية امام فريق يمكن اعتبارها أفضل من الفرق التي ذكرناها، ربّما الفريق كانت تنقص لاعبيه الثقة في النفس والخبرة بأجواء المواجهات الافريقية لكن في اعتقادي ان فريق باب الجديد بما يضمّه من لاعبين ممتازين ورصيد بشري ثري سيكون بمقدوره الذهاب الى أبعد ما يكون في مسابقة كأس الاتحاد الافريقي خاصة بقدوم المدرب فوزي البنزرتي الذي يمتلك الدراية الشاملة بالأجواء الافريقية وما تتطلبه من تحضيرات خاصة، فنيا أعتقد ان أسلوب اللعب الذي عادة ما ينتهجه المدرب البنزرتي سيفرض تواجد ظهيرين يمتلكان النفس الهجومي وهو ما يحتاجه النادي الافريقي في الوقت الحالي. عبد الوهاب بلحاج خالد بن ساسي (مدرب القوافل): نجاحه مضمون افريقيا يمكن القول ان هيئة العتروس قامت بانتداب الموسم عندما استقدمت فوزي البنزرتي لاعتبارين اثنين أولهما خبرته الواسعة محليا وافريقيا وثانيهما معرفته الكاملة بشأن الكرة في تونس ويعرف جيّدا النادي الافريقي وبصمته ظهرت منذ البداية ورغم الهزيمة أمام النجم الساحلي في أول لقاء للبنزرتي إلا اننا رأينا «افريقي» مغايرا وقد يتميّز بقربه من اللاعبين وكذلك حبه للانتصار فهو يعرف جيّدا نقائص الافريقي وسيجد الحلول قبل مواجهة الفريق الكيني انا شخصيا متفائل للبنزرتي وأقول لو يتخطى عقبة هذا الدوري (باعتبار قصر مدة التحضير) ودخل دوري المجموعات في كأس الكاف وقتها سيقول الافريقي كلمته وسيكون له شأن في هذه المسابقة فخبرة البنزرتي الافريقية قد تجعله في المربع الذهبي لهذه المنافسة لذلك أقول ان مسؤولي الافريقي حددوا جيدا أهدافهم بانتدابهم لفوزي البنزرتي خاصة إذا ما أخذنا بالاعتبار مدة العقد وبانتدابين او ثلاثة سيكون للافريقي مع سي فوزي شأن عظيم افريقيا ومحليا في قادم المواسم. لذلك أقول وأؤكد أن البنزرتي خبير محليا وافريقيا ونجاحه مضمون مع الافريقي. حسين حيدوري المنجي دلهوم (مدرب): فائدة البنزرتي معنوية أكثر منها فنية بحكم خبرتي في ميدان التدريب فإن اي مدرب لا يملك عصا سحرية لتغيير وضع اي فريق بين عشية وضحاها ولا يمكن لأي مدرب مهما كان شأنه ان يفرض اسلوبه في اسبوع او اثنين كما انه من غير المعقول ان يطلب الافريقي المستحيل من المدرب فوزي البنزرتي فعلى أحباء نادي باب الجديد ان يصبروا على هذا المدرب وان ينتظروا ثمرة عمله بعد شهر على الاقل من تسلمه لمقاليد الأمور وأنا شخصيا أرمي بالكرة في شباك اللاعبين باعتبار ان وجود البنزرتي حاليا في النادي الافريقي سيرفع من معنويات كل عناصر الفريق الذين سيرتفع مردودهم باعتبار قيمة هذا المدرب بما انه ليس بعيدا عن الميدان وهو ما سيسهل عليه المأمورية كما ان له خبرة واسعة بأدغال افريقيا وله فكرة ضافية عن كل لاعبي النادي الافريقي الذين بإمكانه توظيف مخزونهم الكروي فضلا على ان نادي باب الجديد فريق كبير ويملك لاعبين من طراز رفيع على غرار الذوادي والمويهبي ويحيى وغيرهم وقد فعلت الهيئة المديرة خيرا حين تعاقدت مع فوزي البنزرتي في الوقت المناسب بعد ان بدأت ملامح طابعه تظهر منذ لقاء الأسبوع الماضي امام النجم الساحلي وأعتقد ان وجود البنزرتي سيعطي دفعا معنويا كبيرا للاعبين وكسب الثقة وهو في حد ذاته مفتاح العودة القوية لهذا الفريق في منافسات كأس «الكاف». نور الدين البكوش زياد العروسي (مهاجم النادي البنزرتي سابقا): عزيمة اللاعبين أضمن من اسم فوزي البنزرتي لا أدري لماذا تصاحب فوزي البنزرتي نفس الهالة الاعلامية دائما كلما غادر فريق والتحق بآخر والأغرب ان نفس الامر تجدد حتى بعد 14 جانفي. فالواقع أكد ان هذا المدرب تراجع مستواه ربما بحكم السن «وكل قوة للضعف ترجع» ولا أريد ان يفهم كلامي استنقاصا من قيمة المدرب لأن فوزي البنزرتي يبقى من أحنك المدربين لكن اسمه فقط غير ضامن لعودة اي فريق يشرف عليه للمنافسات بقوة وفي وضعية النادي الافريقي عزيمة لاعبيه ومساندة جمهوره أضمن من اسم المدرب زد على ذلك ان الاشكال للافريقي ولكل الفرق هو ان ذهن اللاعب التونسي مشوّش حاليا وغير مستقر مثله مثل اي مواطن وعدم الاستقرار لا يضمن انتاجا كرويا تاما. مراد الدلاجي الناصر كريت: الإفريقي قادر على الانتفاضة النادي الإفريقي قادر على النجاح في المسابقة القارية لأن الفرق الكبرى يمكن أن تنتفض في أي لحظة وتنجح في تجاوز العراقيل. فنيا الإفريقي جاهز لخوض هذه المنافسة بوجود أسماء مثل الذوادي والمويهبي ويحيى وغيرهم من اللاعبين وما حدث أمام الهلال لا ينقص من قيمة لاعبي الإفريقي في حين تحتاج المجموعة الحالية إلى حارس جيد في حجم طموحات الفريق ومع وجود مدرب صاحب خبرة وفي حجم فوزي البنزرتي سيتمكن الفريق من المنافسة بقوة على اللقب.