حذر الجنرال ويسلي كلارك، القائد العام السابق لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا، الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواجه مظاهرات منذ أسابيع تشكل تحديًا غير مسبوق لحكمه من أنه يمكن أن يلقى نفس مصير الزعيم الليبي معمر القذافي «إذا لم يقم الآن بوضع جيشه وقوى أمنه تحت السيطرة». وأوضح كلارك المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية في 2004، في مقابلة مع صحيفة «دير شتاندارد» النمساوية، أن «الأهمية الجيواستراتيجية في ليبيا هي للنفط وللشعب، أما في حالة سوريا فإن الوزن الجيواستراتيجي مختلف تمامًا». وأضاف: «إذا ما وفر الأسد سببًا لعمل إنساني هناك، فيمكن أن يكون هذا القرار جيد لأن حجم التغيير في سوريا يتسارع بوتيرة عالية جدًا، فيما لا يزال الأسد يتحرك على طبقة من الجليد رقيقة للغاية»، بحسب تعبيره. لكنه يرى أن هوامش الحركة المتوفرة أمام الأسد «باتت ضئيلة جدًا إذا ما تعلق الأمر بالمجتمع الدولي»، وأضاف «على المستوى الداخلي، عليه الإدراك بوضوح أنه إذا أراد أن يكون رئيسًا، فمن الواجب أن يتصرف على هذا الأساس». واستجاب الرئيس السوري في البداية للاحتجاجات التي تعد أخطر تحد لحكمه الممتد منذ 11 عاما بتقديم وعود بإجراء إصلاحات، ومنح الجنسية لعدد كبير من الأكراد بعد أن كانوا محرومين منها وفي الشهر الماضي ألغى حالة الطواريء المطبقة منذ 48 عامًا. لكنه أيضا أرسل الجيش لسحق المعارضة في درعا التي انطلقت منها شرارة المظاهرات للمرة الاولى في 18 مارس ثم إلى مدن أخرى موضحا أنه لن يجازف بفقدان السيطرة المحكمة التي تتمتع بها عائلته العلوية على سوريا منذ 41 عامًا. ومثلت الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد تحديًا غير مسبوق جاء بعد نحو ثلاثة عقود مما وصفت بالمجزرة التي ارتكبها النظام السوري في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد في حما، حيث قتل الآلاف في أكبر حملة قمع ضد جماعة «الإخوان المسلمين». وأقرت الإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي عقوبات بحق الرئيس السوري وعدد من المسؤولين السوريين، وهو ما يرفع الرهان في صراع تقول جماعات معنية بحقوق الإنسان إنه أدى إلى مقتل أكثر من 850 شخصا، فضلا عن اعتقال تسعة آلاف شخص، بحسب منظمات غير حكومية والأمم المتحدة، ويثير تساؤلات حول ما إذا كان الغرب يسعى إلى الإطاحة بالأسد في نهاية المطاف.