هل تفوز تونس بجائزة نوبل للسلام لسنة 2011؟ هذا ما يحاول تحقيقه المخرج التونسي علي المرزوقي الذي عاد خصيصا من العاصمة التشيكية براغ حيث يقيم منذ أعوام لإنجاز فيلم وثائقي عن الثورة في تونس، والتي أنقذت في نظره العديد من شعوب العالم سواء بإثارة الشعوب العربية في مصر وسوريا واليمن وليبيا والبحرين للاحتجاج على أنظمتها السياسية الفاسدة، أو باستقبال ومساعدة اللاجئين العرب والأفارقة والآسياويين الفارين من ليبيا. واختار المخرج لتحقيق مطمحه وهو ترشيح تونس لجائزة نوبل للسلام، محور استقبال اللاجئين في معبر رأس جدير من قبل الأهالي القاطنين هناك والجمعيات والمنظمات التونسية غير الحكومية. وشرع المخرج في تصوير الفيلم منذ يوم السبت الماضي على أمل استكمال التصوير في أسبوع. وقال المخرج في اتصال هاتفي ل«الشروق» إن الفيلم سيكون جاهزا للغرض خلال شهر جويلية القادم. وأكد أنه سينظم عرضا خاصا في مقر الأممالمتحدة بنيويورك. وأشار إلى أنه بدأ في اجراء اتصالات مع عديد الأطراف في أوروبا والوطن العربي رحبت كثيرا بالمشروع وأبدت استعدادها لدعمه من أجل ترشيح تونس لجائزة نوبل للسلام. وقال إن الجائزة كانت تمنح في العادة إما لشخصيات أو جمعيات ومنظمات، ولكنها يمكن أن تمنح كذلك في نظره إلى بلد أو شعب ويرى أن الشعب التونسي بثورته وتسامحه الذي أبداه خصوصا في عمليات إغاثة اللاجئين الفارين من ليبيا، مرشح أكثر من أي شخصية أو منظمة في العالم داعمة للسلام للحصول على هذه الجائزة. التسامح وعن الفيلم قال المخرج إنه حاول أن يقدم فيه طباع التونسيين كشعب مسالم ومتسامح ومعتدل نابذ للتطرف والعنف وذلك من خلال تعامله مع اللاجئين بمختلف أجناسهم ومعتقداتهم وثقافاتهم وبين أنه أضفى على الجانب التوثيقي في الفيلم مسحة درامية كإعادة تصميم بعض المشاهد التي عرفها معبر رأس جدير بالجنوب التونسي خلال الأيام الأولى لزحف اللاجئين. وقام مثلا بتحويل أحد الجوامع أو الصومعات إلى ما يشبه الإذاعة، وذلك باستغلال بوق أو مضخم صوت الصومعة الذي كان موظفا في العادة للاذان والدعوة إلى الصلاة، إلى الاعلام وإبلاغ اللاجئين صوتيا بالأخبار المستجدة في المخيمات.. كما تحول الجامع إلى فضاء لا يؤم المسلمين فقط للصلاة، وإنما يجمع اللاجئين كذلك بمختلف معتقداتهم الدينية، الاسلامية والمسيحية وحتى البوذية، لإعلامهم بمستجدات ما يجري سواء في المخيمات أو في البلدان التي قدموا منها وينتظرون العودة إليها. شوشة رأس جدير بن قردان ويذكر المخرج علي المرزوقي أنه قام بتصوير كل هذا من أماكن عدة بالجنوب التونسي منها مخيم الشوشة ومعبر رأس جدير، وبن قردان، كما صور بين العائلات التونسية الجنوبية وداخل منازلهم. ونوه بالمناسبة بطيبتهم وتسامحهم في التعامل مع كل اللاجئين من مختلف الأديان. وبين المخرج أنه سينجز نسختين من الشريط واحدة في 28 دقيقة للمشاهد العربي وأخرى في 16 دقيقة مدبلجة بلغات أجنبية عدة. كما سيخصص نسخة في ثلاث دقائق سيطرحها على الأنترنيت والموقع الاجتماعي «فايس بوك». وقال المخرج إن أمله هو أن يشاهد الفيلم في كل مناطق العالم لمعرفة ثورة تونس والتونسيين الذين أثبتوا للعالم أنهم شعب عظيم ويستحق جائزة نوبل للسلام.