احتضنت دار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة تظاهرة ثقافية تحت عنوان «الشخصية التونسية في انتاجات الجزيرة الوثائقية» وذلك على امتداد ثلاثة أيام (26و27و28 ماي 2011). التظاهرة شهدت عروضا لأفلام وثائقية حول شخصيات سياسية وثقافية وفنية تونسية مثل فرحات حشاد والمنصف باي والمخرج المسرحي الفاضل الجعايبي والفنان لطفي بوشناق وحارس المرمى الصادق ساسي شهر «عتوقة». هذه التظاهرة التي نظمتها المندوبية الجهوية للثقافة بولاية تونس بالاشتراك مع قناة «الجزيرة الوثائقية» حضرها وفد عن هذه القناة يتقدمه السيد أحمد محفوظ نوح مدير قناة الجزيرة الوثائقية...» اغتنمنا فرصة وجوده بيننا لمحاورته حول توجهات القناة وعلاقتها بالساحة التونسية وعديد المسائل الأخرى التفاصيل في الحوار التالي... لو تضع لنا هذه التظاهرة في اطارها؟ هذه التظاهرة تأتي في إطار حرصنا على التواصل مع الجمهور التونسي وذلك من خلال التعاون مع وزارة الثقافة التونسية ويأتي هذا التعاون في شكل تظاهرة تتضمن عروضا للأفلام وندوات ونقاشات صاحبت العروض فهو إذن تواصل على المستوى الفني والنظري والنقدي، وكذلك على المستوى الانساني مع الجماهير والمختصين. هل هذا أول حضور لكم في تونس كقناة؟ لا، لقد كان لنا حضور عام 2008 في أيام قرطاج السينمائية وكذلك عام 2010 في نفس الإطار لكن حضورنا اقتصر على لقاءات مع منتجين ومخرجين لتوضيح مقاييس ومعايير الانتاجات التي تطلبها الجزيرة الوثائقية في الأفلام. كذلك لتحضير المنتجين والمخرجين على صناعة أفلام وثائقية والتعامل مع القناة. التظاهرة تضمنت عروضا لأفلام سبق بثها على شاشة الجزيرة الوثائقية، وهي أفلام تطرح قضايا وتقدم شخصيات كانت من المسكوت عنها على غرار المنصف باي أو فرحات حشاد، كذلك قضية «البربر» فهل تلقيتم احتجاجات من النظام السابق عند عرضها؟ النظام التونسي السابق لم يكن يعترف بالجزيرة ونحن كقناة لم يكن في اهتمامنا ردود فعل النظام السابق، ما كان يهمنا هو حضور تونس على شاشة الجزيرة الوثائقية لأن تونس الشعب وتونس الثقافة والحضارة والتاريخ أبقى كثيرا من تونس النظام وهذا ينسحب أيضا على بقية الأنظمة. الجزيرة الوثائقية محطة تلفزيونية مهمة لكن اشعاعها عربيا، حجبته سيطرة الجزيرة الاخبارية، هل توافقون القول بأنكم ضحية الجزيرة الأم على مستوى الاشعاع الجماهيري؟ لولا الجزيرة الاخبارية لما كانت الجزيرة الوثائقية لا أحب أن نتنصل من أننا إحدى أوراق هذه الشجرة المثمرة وضع اسم الجزيرة على شاشة القناة يضعنا في ذات الاطار التي وضعت فيه قناة الجزيرة الاخبارية نفسها فيه، وهو التحيّز للإنسان دون تفرقة بسبب جنسه أو عرقه أو دينه أو جنسيته... ولكن هناك إختلاف في التخصص؟ هذا صحيح، منهج الجزيرة الوثائقية يختلف في التعاطي مع الموضوعات فإذا كانت الجزيرة الاخبارية تتعاطى مع الحدث كونه خبر وتقوم بتحليله وتقوم بالاعلان عنه للمشاهدين فالوثائقية تتعاطى مع الحدث نفسه ولكن في عمقه وتأثيره على الانسان وعلى بيئته وثقافته وبالتالي نحن نتعامل مع الحدث كلحظة تاريخية إنسانية وآثار هذه اللحظة وما بعدها على الانسان والمجتمع والبيئة والمحيط. الجزيرة الوثائقية ترصد وتوثق للذاكرة الشعبية إذن، وهذا يتطلب منكم التدقيق في الأعمال المقترحة لضمان الحياد والصدقية والموضوعية... الجزيرة الوثائقية مجهود تلحقه مجهودات مختلفة من قنوات أخرى، وبالتالي لا يمكن أن ندعى أننا الوحيدون المضطلعون بمهمة تحمل مسؤولية التوثيق لتاريخ الأمة ولكننا نجتهد ونسعى لتوثيق ما حولنا محافظين على الهوية العربية والتسلسل الحضاري والتاريخي لهذه الأمة والتي نحرص ألا ينفرط عقد هذا التسلسل. هذا منطلق قناة الجزيرة الوثائقية فإذا كانت الأعمال تطرح موضوعات منحازة للانسان في قضاياه ومشاغله لا يمكن أن نقول أن هناك عمل فني يحيط بالحقيقة كاملة حتى مع الحفاظ على القدر الوافر من البحث النظري العلمي الذي تطلبه القناة قبل التصوير وذلك حتى نتيح قدرا أعلى من الموضوعية في مناقشة المسائل المطروحة. إننا ندرك أن التماس بين الذاتي والموضوعي في رؤية الفنانين أنفسهم خلال معالجتهم لأي قضية أمرا يخضع للنسبية يمكن القول إنه لا وجود لموضوعية مطلقة في الابداع ولكن نحاول دائما أن نعرض آراء مختلفة ازاء أي قضية. كيف تحدد دور قناة الجزيرة الوثائقية؟ دورنا صناعة أفلام وليس دورنا حسم قضايا أو خلافات ثقافية أو سياسية أو فكرية، يمكن أن يكون دورنا التحفيز لمناقشة هذه المسائل وطرحها والدليل فيلم «فرحات حشاد» الذي أثار الكثير من الجدل في تونس وخارجها، في الوطن العربي وخارجه أثار جدلا سياسيا وتاريخيا واجتماعيا في رؤية هذا المناضل الذي لم يكن يتحدث عنه أحد بهذا الزخم حتى في تونس. ما هي معايير ومقاييس إختياركم للأعمال؟ هي خمسة معايير رئيسية ويندرج تحتها الكثير من النقاط المعيار الأول هو توفر قدر كافي من المعلومات في العمل ثانيا أن يكون نوعويا ثالثا أن يتضمن رؤية ثقافية مختلفة، المعيار الرابع هو المحافظة على اللغة السينمائية للفيلم الوثائقي، وأخيرا العمق في الطرح، أي المضمون في علاقته بالجانب الترفيهي. بعد كل الأفلام التي شاهدناها هل ثمة مشاريع جديدة خصوصا بعد الثورة التي عاشتها تونس؟ لقد اشتركنا في انتاج فيلم «لاخوف بعد اليوم» ونحن بصدد إعداد مجموعة من الأعمال حول ثورة تونس منها فيلم «عودة النوارس» اخراج عامر العريض وفيلم حول بن علي وعائلته لأكرم العدواني وفيلم بعنوان «السلاح البديل» وآخر بعنوان «المعارض» لأنيس الأسود أيضا نحن بصدد الأعداد لشريط حول «اللجان الشعبية» كلها أفلام حول ثورة تونس وتداعياتها. بعد فرحات حشاد والمنصف باي هل هناك مشاريع أفلام حول شخصيات تونسية أخرى؟ طبعا نحن بصدد الإعداد لفيلم حول شخصية «الزعيم صالح بن يوسف، وكذلك فيلم حول اللاعب طارق ذياب.