قصفت مقاتلات الحلف الأطلسي مواقع عديدة بينها العاصمة طرابلس فجر أمس الثلاثاء فيما جدت اشتباكات عنيفة بين الثوار وكتائب العقيد معمر القذافي في أماكن مختلفة من البلاد وسط إعلان مجموعة من 120 ضابطا وجنديا ليبيا انشقاقها عن النظام وانضمامها إلى «المجلس الانتقالي» بينما نشرت مواقع «انترنت صورة» مظاهرات غاضبة في طرابلس منددة بالقذافي. وقالت مصادر إعلامية إن اشتباكات بين الثوار والكتائب في منطقة «بني وليد» جنوب شرق ليبيا أسفرت عن مقتل 13 عنصرا من الثوار و 3 من الكتائب مشيرة إلى أن الأخيرة أجهزت على الثوار عقب وقوعهم في الأسر وأنها رفضت تسليم الجثث إلى ذويهم حسب قولها. وأكد معارضون مسلحون في منطقة «الجبل الغربي» الليبية حصولهم على سلاح وذخيرة من قطر مواجهات غربا وشرقا ونقلت مصادر إعلامية عن جهات قريبة من الثوار الليبيين أن القوى الأمنية القريبة من القذافي قصفت «الزنتان» من منطقة «أرياينة» –غرب البلاد- بواسطة صواريخ غراد وأخرى بعيدة المدى. وأضافت أن قوات القذافي تحاول استعادة المدينة القريبة من الحدود مع تونس مشيرة إلى أنها تفرض حصارا شديدا على مدينتي «يفرن» و«القلعة» وأن الأهالي يعانون من وضع صعب بعد أن انعدم الدواء والغذاء وباتوا يأكلون أعشاب الجبل. بدوره, ذكر التلفزيون الليبي أن طائرات الحلف الأطلسي شنت غارات مكثفة على مدينة «زليطن» القريبة من مصراتة – غرب البلاد- مما أسفر عن مقتل 11 شخصا. ونسبت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن مصدر عسكري أن مدينة «الجفرة» جنوبطرابلس تعرضت لقصف عنيف جدا متهمة الحلف الأطلسي باستهداف إمكانات ومقدرات الشعب الليبي البشرية والمادية وتدمير البنية التحتية لليبيا. وأضافت الوكالة أن المقاتلات استهدفت مواقع مدنية وعسكرية بمنطقة تاجوراء –إحدى ضواحي العاصمة طرابلس- مما تسبب في وقوع خسائر مادية وبشرية كبيرة. وبالتوازي مع هذه المستجدات الأمنية الميدانية, اعلن في العاصمة الإيطالية روما, ثمانية من ضباط الجيش الليبي بينهم خمسة برتبة لواء في مؤتمر صحفي نظمته الحكومة الإيطالية انشقاقهم عن قوات القذافي كاشفين أن هروبهم تم ضمن مجموعة تضم قرابة 120 فردا من الجيش الليبي منهم ضباط وجنود. ونقلت وكالة «رويترز» عن ضابط من المجموعة -قدم نفسه باسم اللواء- عون علي عون قوله: إن ما يحدث للشعب الليبي أفزعهم متحدثا عن وقوع كثير من أعمال القتل والإبادة والعنف ضد النساء. وقال إنه ما من شخص عاقل يتمتع بأقل قدر من الفطنة والكرامة يمكنه أن يفعل ما رأوه يحدث بأعينهم وما طلب منهم القيام به. وذكر ضابط اخر يدعى اللواء صلاح أحمد أن جيش القذافي يضعف يوما بعد يوم حيث تقلصت قوته إلى 20 في المائة من حجمها الأصلي وأنه لم يبق حوله سوى بضع مئات من الجنود وعشرات الجنرالات. وأضاف أن أيام القذافي صارت معدودة. قنبلة موقوتة في هذه الأثناء , قال منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا إن إمدادات الأغذية والأدوية المتناقصة تمثل «قنبلة موقوتة» في المناطق التي يسيطر عليها العقيد القذافي. وأكد «بانوس مومتزيس» منسق الأممالمتحدة لجهود الإغاثة في ليبيا إنه حصل على معلومات من الحكومة الليبية تشير إلى استخدامها مخزونا -لا يمكن تعويضه بسبب العقوبات المفروضة عليها– من الغذاء والأدوية. واعتبر أن إمدادات الأغذية والأدوية تمثل «قنبلة موقوتة» بالنسبة الى النظام ومسألة الاكتفاء الشعبي غير مطروح حاليا ولكن في غضون أسابيع قليلة ستظهر للعيان وستطرح بقوة. وقال: الوضع الراهن تحت السيطرة ولا أعتقد وجود مجاعة أو سوء تغذية ولكن كلما طال أمد الصراع كلما بدأت مخزونات الغذاء في النفاد... ويأتي هذا التوقع الأممي فيما نشرت مواقع على الشبكة العنكبوتية تسجيل فيديو لمئات من المعزين الغاضبين في جنازة تحولت الى مظاهرة معادية للقذافي. وعرض الفيديو مئات المتظاهرين بملؤون أحد الشوارع ويهتفون «معمر عدو الله»... والشهيد حبيب الله في دليل جديد على تزايد حدة الغضب الشعبي حيال العقيد الليبي. وقال نشطاء انه تم تصوير الفيديو أول أمس الاثنين وأن الجنازة تعود الى شخصين قتلا في مظاهرات بسوق الجمعة بالعاصمة طرابلس.